الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

هجمات الأجهزة اللاسلكية في لبنان.. ما هي رسائل إسرائيل لحزب الله؟

هجمات الأجهزة اللاسلكية في لبنان.. ما هي رسائل إسرائيل لحزب الله؟

شارك القصة

استشهد 14 شخصًا وأصيب أكثر من 450 في سلسلة تفجيرات جديدة لأجهزة اتصالات لاسلكية في لبنان
استشهد 20 شخصًا وأصيب أكثر من 450 في سلسلة تفجيرات جديدة لأجهزة اتصالات لاسلكية في لبنان - غيتي
تجددت الأربعاء الانفجارات التي طالت أجهزة اتصال لحزب الله في لبنان، وطالت هذه المرة أجهزة آيكوم ما أسفر عن اشتعال حرائق وشهداء وعدد كبير من الجرحى.

هزت انفجارات جديدة الضاحية الجنوبية والبقاع ومناطق أخرى من لبنان، ما أسفر عن 20 شهيدًا وأكثر من 450 جريحًا فيما عرف بالموجة الثانية من الاستهداف الإسرائيلي لشبكة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله بمختلف مستوياته.

وذكر موقع "أكسيوس"، أن قرار تنفيذ الهجوم الثاني جاء على خلفية قدرة حزب الله على اكتشاف وجود اختراق أمني بأجهزة أخرى تم تلغيمها قبل وضعها في الخدمة.

من جهتها، أعلنت إسرائيل التي لم تتبن أو تنفي مسؤوليتها عن الهجومين دخول الحرب مرحلة جديدة، تمثلت إرهاصاتها بنقل الفرقة الـ98 من الجنوب إلى الشمال، في تحرك يمثل تغييرًا إستراتيجيًا في توجيه الجيش نحو سيناريو حرب قائم ومحتمل مع لبنان.

"الهجوم على لبنان"

ويقول وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن "الثمن مهما كان باهظًا سيتم دفعه إسرائيليًا في سبيل إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم".

ويتزامن هذا المشهد مع ترويج تل أبيب لرصد تحركات استثنائية لعناصر حزب الله في جنوب لبنان.

من جهتها، نفت أميركا معرفتها أو تنسيقها أو اشتراكها بالهجوم على لبنان، فيما جدد وزير خارجيتها أنتوني بلينكن من القاهرة حرص واشنطن على عدم اتجاه المنطقة نحو حرب شاملة.

من جهته، أدان وزير الخارجية المصري سامح شكري ما حدث في لبنان، مؤكدًا أن ذلك سيضع عقبات أمام مباحثات وقف إطلاق النار الذي قالت الولايات المتحدة إنه يمثل أرضية راسخة لاتفاق شامل في لبنان. وأكد الوزير المصري احتمالية نشوب حرب واسعة في ظل غياب الإرادة السياسية لخفض التصعيد.

وأمام هذا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان هارتسي هاليفي صادق على "الخطط الهجومية والدفاعية للجبهة الشمالية".

كيف فجرت الأجهزة اللاسلكية في لبنان؟

وفي هذا الإطار، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي منير شحادة، أنه لا يمكن تصنيف ما حدث الثلاثاء والأربعاء من خلال تفجير أجهزة البيجر وأيكوم على أنه حرب عادية ما بين حزب الله وإسرائيل، كما لا يمكن وضعه في خانة العمل الأمني.

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة اللبنانية بيروت، اعتبر شحادة أن "ما حصل في لبنان عمل إرهابي، وجريمة خبيثة قامت بها إسرائيل".

وأضاف أن الفرضية الأرجح وفق التحقيقات الأولية غير النهائية وصلت إلى أن أجهزة البيجر التي انفجرت الثلاثاء، والأجهزة التي انفجرت الأربعاء، فُخخت من قبل الموساد الإسرائيلي بعدة غرامات من المتفجرات من أنواع حديثة جدًا وبطريقة احترافية لا يمكن اكتشافها بواسطة المتحسسات الخاصة بالمتفجرات، لافتًا إلى أن هذا الأمر حال دون أن تكتشف المقاومة هذه المتفجرات قبل توزيعها على عناصرها.

جانب من انفجار أجهزة لاسلكية من نوع أيكوم في لبنان
جانب من انفجار أجهزة لاسلكية من نوع أيكوم في لبنان - غيتي

وأردف أن تفخيخ هذه الأجهزة، قد يكون تم إما من قبل الشركة المصنعة أو الشركة الموضبة أو الشاحنة، موضحًا أن إسرائيل وصلت ضمن هذه المراحل، وخرقت هذه الصفقة.

شحادة أشار إلى أن الخرق الأساسي في هذه الحادثة هو علم إسرائيل بأن المقاومة في صدد استيراد هذه الأنواع من الأجهزة.

وفيما ذكّر بأن حزب الله توعد إسرائيل بقصاص عادل، أوضح شحادة أن الرد سيكون متناسبًا مع حجم ما وصفها بالجريمة الإرهابية، كما أنه سيكون مختلفًا عن كل المرات السابقة عندما كانت إسرائيل تخترق الخطوط الحمراء.

وخلص إلى أن حزب الله منذ اندلاع المواجهات في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لا يسعى إلى حرب، ولكن إذا فرضت عليه فهو جاهز للرد بقوة، مشيرًا إلى أن الحزب حتى الآن لم يستخدم ترسانة الأسلحة من الصواريخ الباليستية والبعيدة المدى.

ما رسالة إسرائيل من خلال تفجيرات لبنان؟

من جهته، أعرب الخبير بالشأن الإسرائيلي جاكي خوري عن اعتقاده أن الرسالة الأساسية من خلال هذه التفجيرات، هو في جزء منه محاولة الذهاب إلى مسار فيه نوع من المناورة وعدم تحمل المسؤولية، رغم أن كل المؤشرات تقول إن تل أبيب تقف وراء هذه العملية.

وفي حديث للتلفزيون العربي من الناصرة، أضاف خوري أن القضية الآن لا تتعلق بعدد الإصابات أو الضحايا وما نتج عنها، وإنما هي رسالة واضحة لحزب الله ولحلفائه وتحديدًا إيران، بأن هناك إمكانية تقنية ولوجستية وسيبرانية لإسرائيل يمكن أن تصل إلى أكثر الأجهزة قربًا من جسم الناشطين.

وفيما لفت إلى أن ما يحدث يمكن قراءته على أنه إعلان حرب من قبل إسرائيل، أشار خوري إلى أنه يمكن قراءته أيضًا على أنه محاولة لتوجيه رسائل لكل الأطراف، بأن تل أبيب وصلت إلى الحد، والرسالة الأهم هي محاولة الفصل التام بين الجبهة في لبنان وما يحدث في قطاع غزة.

وتابع خوري أن ما يشاع بأن هناك خلافًا في وجهات النظر بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، وبأن واشنطن عاجزة على فرض إرادتها على حليفتها تل أبيب هو تبادل أدوار، حتى تحافظ الولايات المتحدة على ماء وجهها، وألا تقول على أنها شريكة في كل ما يحدث في غزة أو الجبهة اللبنانية.

من جهة أخرى، رأى خوري أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفريقه يعتبران أن الإدارة الأميركية غير قادرة على اتخاذ خطوات يمكن أن تضغط على إسرائيل بشكل حقيقي، لأن هناك منظمة مصالح في ظل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لذلك فإن الحسابات السياسية تلعب دورًا كبيرًا، كما أن الفريق الذي يدير البيت الأبيض لا يعرف كيف يتعامل مع نتنياهو، ويقف عاجزًا أمامه.

وخلص إلى أن تل أبيب قد تكون دخلت مرحلة جديدة من الحرب من خلال القرار الذي اتخذته بالعملية التي تصفها بالنوعية، والتي تأتي في محاولة لشحن الرأي العام في إسرائيل لما يشكل نوعًا من الدعم على المستوى الشعبي في ظل كل ما حصل خلال الأشهر الماضية.

هل كانت واشنطن على علم بتفجيرات لبنان؟

مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق لورانس كورب من ناحيته نفى وجود موافقة أميركية على التفجيرات التي حدثت في لبنان، مشيرًا إلى أن إسرائيل قالت إنها ستقوم بإجراءات معينة، لكن واشنطن لم تكن تعلم أنها ستحصل بهذه الطريقة التي تؤدي إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص.

وفي حديث للتلفزيون العربي من فرجينيا، قال كورب: "لا يمكننا التحكم برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وما يقوم به"، مضيفًا أن هذا الأخير يقوم بما يريده بطريقته الخاصة حتى رغم معارضته من قبل عدد كبير من الأشخاص في إسرائيل.

وفيما اعتبر التفجيرات في لبنان نجاحًا تكتيكيًا لإسرائيل وليس إستراتيجيًا، استبعد كورب أن يقوض هذا الأمر قدرات حزب الله لإطلاق هجمات ليس فقط عند الحدود بل حتى في عمق إسرائيل.

وأردف أن إستراتيجية واشنطن هي إنهاء الحرب في غزة، والوصول إلى حل عبر التفاوض وهذا ما يتم إعاقته من خلال نتنياهو الذي لا يزال يتمسك بمحور صلاح الدين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تريد تفادي توسع الحرب مع حزب الله.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close