أسفر انفجار أجهزة اتصالات من نوع "بيجر" في لبنان عن سقوط 12 شهيدًا وآلاف الجرحى، بحسب وزارة الصحة اللبنانية اليوم الأربعاء.
وبشكل متزامن أمس الثلاثاء، جرى تفجير آلاف من أجهزة "بيجر"، والتي يستخدمها حزب الله بصفة خاصة في الاتصالات.
وعلى الفور، اتهمت الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل بتنفيذ الهجوم، وتوعد الحزب تل أبيب بـ"حساب عسير".
انفجار أجهزة بيجر في لبنان
وقرابة الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش) أمس الثلاثاء انفجرت مئات أجهزة البيجر للاتصالات بشكل متزامن في ضاحية بيروت الغربية وشرق لبنان وجنوبه.
وأكد حزب الله في بيان: "نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي... هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل"، فيما اتهمت إيران إسرائيل الأربعاء بـارتكاب "مذبحة".
وحتى الآن، امتنعت إسرائيل عن التعليق على الانفجارات التي وقعت، بعد ساعات على إعلان تل أبيب توسيع أهداف الحرب في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.
و"بيجر" جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي صغير ومحمول يستخدمه مدنيون وعاملون بالمجال الصحي وغيرهم للتواصل داخل مؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة، وهو يعمل ببطاريات قابلة للشحن ويستقبل رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية.
كيف تعمل أجهزة البيجر؟
وفي هذا الإطار، أوضح الخبير لدى المحاكم اللبنانية في مجال الاتصالات والمعلوماتية العميد السابق محمد عطوي أن أجهزة "البيجر" تمتلك تقنيات محدودة جدًا وليست كتلك الموجودة في الهاتف الخليوي، أي أنها لا تحتوي على معلومات يمكن للعدو الإسرائيلي الاستفادة منها، وبالتالي تستعمل عادة في مناطق محددة جدًا، ولخدمات مدنية وليس لخدمات قتالية أو عسكرية.
وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة اللبنانية بيروت، أضاف عطوي أن هذه الأجهزة عادة ما يستخدمها أشخاص مدنيون لا علاقة لهم بالقتال، مشيرًا إلى أن هذه الأجهزة مصممة لإرسال رسائل قصيرة ولا تتعدى بضع كلمات أو لإرسال رقم هاتف المتصل بالشخص الآخر.
وأشار إلى أن هذه الأجهزة يمكن استخدامها لإرسال بعض الشيفرات، تكون مصطلحات عبارة عن كلمة أو كلمتين تعني أمرًا ما للمرسل وللمستقبل ولا أكثر من ذلك.
وفيما استبعد استخدامها من قبل العسكر، أوضح عطوي أن الكلمات التي ترسل عبر هذه الأجهزة لا تتجاوز العشر الكلمات، وهي بعيدة عن نقل المعلومات كالصور والفيديوهات والرسائل الطويلة والملفات المتعددة.
كيف تفجرت أجهزة البيجر في لبنان؟
ولفت عطوي إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عندما أشار إلى خطورة استعمال الهواتف المحمولة، قامت المقاومة حينها بتدمير جميع أبراج المراقبة والرصد والتنصت التابعة للاحتلال على الخطوط الممتدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
وتساءل: "لماذا أقدمت إسرائيل على ضرب العدد الكبير من المدنيين طالما أن هذه الأجهزة هي لاستعمالات خارج النطاق العسكري"، مؤكدًا أن لدى المقاومة أجهزة عسكرية متطورة جدًا ومشفرة جدًا ولا تستطيع إسرائيل الدخول التنصت عليها.
وأوضح أن عملية تفجير أجهزة البيجر تمت من خلال زرع مواد شديدة التفجير، وتم تفجيرها بواسطة ما يسمى الديكودر.
وأردف "عندما تصل رسالة مشفرة من العدو الإسرائيلي إلى هذه الأجهزة، يستطيع الديكودر أن يرسل إشارة إلكترونية إلى الترانزستور الذي يولد شرارة بسيطة جدًا تؤدي إلى تفجير هذه المواد المتفجرة".