بعد كلمة نصرالله.. كيف سيكون رد حزب الله على تفجير أجهزة الاتصال؟
أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنّ الردّ على موجتي تفجير أجهزة الاتصالات وغيرهما من المجازر آت، وأنّ المقاومة تحتفظ لنفسها بطبيعة التنفيذ وحجمه.
كما شدّد نصرالله في أول كلمة له بعد تفجيرات أجهزة الاتصالات خلال اليومين الماضيين، على أنّ لا عودة لسكان المستوطنات الشمالية ولا توقّف لجبهة لبنان قبل إنهاء العدوان على غزة، معتبرًا أنّ أي دخول إسرائيلي للأراضي اللبنانية هو فرصة تاريخية ستكون لها تأثيرات كبرى على المعركة.
وقال نصرالله: "العدو الإسرائيلي سيُواجه بحساب عسير وقصاص عادل، من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب"، مضيفًا أنّه "نظرًا لطبيعة الضربة، لن نتحدث لا عن مكان أو زمان أو توقيت الردّ المنتظر من الحزب، والخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون، لأنّنا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقًا في المواجهة".
وتأتي كلمة نصر الله في خضم تصعيد ميداني كبير على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ففي مقابل القصف الإسرائيلي على مناطق جنوبي لبنان، أطلق "حزب الله" عشرات الصواريخ باتجاه المناطق الشمالية الإسرائيلية لاسيما الجليل الأعلى، ما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين.
تصعيد ميداني
وتزامن هذا التسخين على جبهة لبنان، مع إعلان الاحتلال انتقال مركز ثقل الحرب للشمال، والزجّ بفرقة عسكرية إلى الحدود مع لبنان، بهدف الضغط على "حزب الله" وإعادة سكان المستوطنات الشمالية.
بالتوازي مع ذلك، لم تُثمر الجهود السياسية والدبلوماسية حتى اللحظة، في نزع فتيل التوتر المتصاعد بين الجانبين، ومن بينها جهود المبعوث الأميركي آموس هوكستين الذي غادر إسرائيل دون أي نتائج تُذكر.
أما لبنان الرسمي الذي أعلن رفع مستوى التأهب الداخلي لأقصى درجاته، فلم يوقف بعد الوسائل الدبلوماسية للتهدئة. وتؤكد المعلومات من السراي الحكومي أنّ الاتصالات ما زالت على أعلى المستويات، لحثّ المجتمع الدولي على لجم العدوان الإسرائيلي.
وفي هذا السياق تأتي الجلسة الطارئة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة.
طبيعة ردّ "حزب الله"
في هذا الإطار، أوضح الدكتور علي مطر الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية أنّه نظرًا لطبيعة التفجيرات وتداعياتها، فان ردّ "حزب الله" سيكون بطبيعة الحال لن يكون عاديًا بل مختلفًا عن كل المراحل السابقة والردود السابقة.
ورجّح مطر في حديث إلى "التلفزيون العربي" من بيروت، أن تكون الأهداف أمنية وعسكرية وميدانية لم يتم التعامل معها سابقًا، على غرار قصف مستوطنات جديدة وذات عمق جغرافي جديد.
وأضاف أنّ حديث نصرالله عن أنّ الردّ سيكون محصورًا في الدائرة الصغيرة جدًا في داخل "حزب الله" لا يعني أن لا ثقة للحزب بأفراده، بل بأنّ طبيعة الردّ تفرض أن لا يعرف بها أحد ولا يُمكن التكهّن بها.
وأكد أنّ هذا يضع كل إسرائيل أمام تحدٍ جديد في كيفية الردّ.