قالت الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ، يوم أمس السبت، إن "الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين مروعة للغاية، والصمت إزاءها يعني التواطؤ".
وتُعتبر ثونبرغ واحدة من أبرز المؤثرين العالميين الذين دعموا قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وقد شاركت عدة مرات في التظاهرات المنددة بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل في القطاع.
وتعرضت للاعتقال من قبل السلطات الدنماركية في الرابع من سبتمبر/ أيلول الجاري، أثناء احتجاج طلابي داعم لفلسطين في جامعة بالعاصمة كوبنهاغن.
"يجب أن نرفع الصوت"
وخلال مشاركتها أمس بعد إطلاق سراحها في مظاهرة حاشدة بمنطقة أودنبلان في ستوكهولم، والتي دعت إليها منظمات مدنية للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على غزة، أكدت الناشطة الشهيرة غريتا ثونبرغ أن "الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين مروعة للغاية".
وأوضحت ثونبرغ أن القوات الإسرائيلية ترتكب هذه الإبادة على الهواء مباشرة، وقالت في حديث لوكالة الأناضول: "لا أفهم كيف يمكن للناس أن يشاهدوا ما يجري من إبادة جماعية تُبث مباشرة، ويواصلوا حياتهم اليومية دون اكتراث".
وأضافت: "أعتقد أن كل من يمتلك الإمكانية للتحرك يجب أن يرفع صوته ويفعل كل ما في وسعه لوقف هذه الفظائع، أينما كان وأيًا كان".
وشاركت ثونبرغ في المظاهرة، وسط آلاف المشاركين، الذين رفعوا علم فلسطين ولافتات كتب عليها عبارات من قبيل "الأطفال يقتلون في غزة"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"فلسطين إلى الأبد".
وأردفت في تصريحاتها أن "التزام الصمت أثناء وقوع إبادة جماعية يعني التواطؤ فيها، فهناك أدوار يجب علينا جميعًا أن نتبناها في هذا الإطار، وهناك أمور يمكننا فعلها".
وقالت: "في دول مثل السويد على سبيل المثال، يمكننا مقاطعة إسرائيل والشركات والمؤسسات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها".
حملة على غريتا
ومنذ إشهار موقفها، تعرضت تونبرغ لانتقادات من قبل بعض الجماعات الألمانية بسبب دعمها لفلسطين، كما أقدمت وزارة التعليم الإسرائيلية على إزالة اسم الناشطة السويدية من المناهج المعنية بالمناخ.
وقالت الوزارة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ضمن بيان لها، إن موقف غريتا لا يجعل منها بعد اليوم مصدر إلهام، ولم تعد نموذجًا يحتذى للطلاب الإسرائيليين، وفق قولها.
وتخطت الحملات على تونبرغ تل أبيب، باتجاه وسائل الإعلام الأميركية، التي أيدت العدوان الإسرائيلي بشكل مباشر، على غرار قناة "فوكس" الأميركية، التي اتهمت الناشطة السويدية بالانحياز إلى اليسار المتطرف، من خلال موقفها التي قالت القناة إنه "ضد إسرائيل في وجه إرهابيي حماس".
اعتداء مباشر
وفي واقعة لافتة خلال نوفمبر الماضي في العاصمة الهولندية أمستردام، اعتلى أحد الناشطين منصة فعالية كانت تشارك فيها غريتا ثونبرغ وسحب الميكروفون منها قائلًا: "أتينا لمناقشة أزمة المناخ وليس لطرح وجهات النظر السياسية". وتدخل نشطاء آخرون لإبعاد الشاب الذي اقتحم المسرح باتجاه ثونبرغ، التي كانت ترتدي الكوفية الفلسطينية.
وخلال وقت سابق، علقت تونبرغ على تلك الحملات ضدها، في مقال لها قالت فيه: "لن نتوقف عن التحدث عن معاناة غزة - لا يوجد عدالة مناخية بدون حقوق الإنسان". وأضافت: "الإبادة ليست دفاعًا عن النفس، ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال رد فعل نسبيًا".