الثلاثاء 5 نوفمبر / November 2024

هجمات إلكترونية ومظاهرات.. "قراصنة" على خط الاحتجاجات على انقلاب ميانمار

هجمات إلكترونية ومظاهرات.. "قراصنة" على خط الاحتجاجات على انقلاب ميانمار

شارك القصة

هجمات إلكترونية وتظاهرات في بورما تنديداً بالانقلاب
تسعى الحكومة العسكرية لوضع حد لحملة العصيان المدني (غيتي)
تأتي الهجمات الإلكترونية بعد يوم من تظاهر عشرات الآلاف في أنحاء البلاد ضد قادة الجيش الذين أطاحوا بحكومة أونغ سان سو تشي المدنية في وقت سابق هذا الشهر.

شهدت الحركة الاحتجاجية على الانقلاب في ميانمار منعطفًا جديدًا، اليوم الخميس، مع دخول مجموعة تطلق على نفسها اسم "قراصنة بورما" على خطّ الاعتراض، حيث استهدفت مواقع على الإنترنت، تابعة للحكومة.

ففي وقتٍ كثّف الجيش الضغط على المعارضة عبر حجب خدمة الإنترنت ونشر الجنود في أنحاء البلاد؛ استهدف قراصنة إلكترونيون مواقع الحكومة البورمية، بما فيها موقع المصرف المركزي والصفحة الدعائية التابعة للجيش البورمي وشبكة "إم آر تي في" الرسمية للبث وسلطة الموانئ وهيئة الغذاء والدواء.

وأعلنت المجموعة، عبر صفحتها على فيسبوك، أنها تقاتل من أجل العدالة في بورما. وشبهت الأمر بمظاهرة شعبية حاشدة أمام المواقع الإلكترونية التابعة للحكومة.

وتأتي الهجمات الإلكترونية بعد يوم من تظاهر عشرات الآلاف في أنحاء البلاد ضد قادة الجيش الذين أطاحوا بحكومة أونغ سان سو تشي المدنية في وقت سابق هذا الشهر.

لفت أنظار

ورأى خبير الأمن الإلكتروني مات وارن من جامعة "آر إم آي تي" أن الهدف على الأرجح هو لفت الأنظار إلى الحراك.

وأوضح لوكالة "فرانس برس"، أنّ "نوع الهجمات التي يقومون بها هي الحرمان من الوصول إلى الخدمة أو تشويه المواقع الإلكترونية في إطار ما يطلق عليه القرصنة الحقوقية". وأضاف: "سيكون تأثيره محدودا في النهاية لكن ما يقومون به هو التوعية". 

وفرضت السلطات قيوداً شديدة على القدرة إلى الوصول إلى الإنترنت لليلة الرابعة، وفق ما أفادت مجموعة "نتبلوكس" البريطانية لمراقبة انقطاع الإنترنت في العالم. وأشارت المجموعة إلى أن الاتصال عبر الإنترنت تراجع إلى 21 في المئة فقط من المستويات المعتادة، وأعيد بعد ثماني ساعات قبيل موعد بدء يوم العمل في بورما.

واعتبرت "نتبلوكس" عبر تويتر أن هذه الممارسة مضرّة بالنسبة للسلامة العامة وتثير الإرباك والخوف والمعاناة في فترة صعبة.

محتجون ينددون بالانقلاب

في غضون ذلك، خرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع من جديد، اليوم الخميس، في مختلف أنحاء ميانمار، من التقاطعات المزدحمة وسط مدينة يانجون إلى العاصمة القديمة باجان. ونددوا بانقلاب الأول من فبراير/شباط واعتقال الزعيمة أونغ سان سو تشي.

وشلت التحركات كثيرًا من الأنشطة الحكومية، على الرغم من تعهدات المجلس العسكري بإجراء انتخابات جديدة ومناشدة موظفي الخدمة المدنية بالعودة إلى العمل، والتهديد باتخاذ إجراء ما لم يعودوا.

وعادت حشود كبيرة إلى معبد سولي بوسط يانجون. وتدفقت حشود أخرى على موقع احتجاج ثان عند تقاطع بالقرب من الحرم الجامعي الرئيسي.

واتسمت مسيرات الشوارع بالسلمية مقارنة بتلك التي تم قمعها بشكل دموي على مدار نصف قرن من حكم الجيش.

وقاد كثيرون سياراتهم ببطء شديد في شوارع يانجون احتجاجا على الانقلاب. وذلك بعد يوم من تظاهر كثيرين بتعطل سياراتهم لعرقلة حركة مركبات الشرطة والجيش.

ويبدو أن وضع حد لحملة العصيان المدني يمثل أولوية للحكومة العسكرية. فقد أصدر المجلس العسكري الليلة الماضية مذكرات اعتقال بحق ستة من الشخصيات الشهيرة، بينهم مخرجون وممثلون ومغن. ويتهم هؤلاء باستغلال "شهرتهم" من أجل تشجيع الناس على الانضمام إلى حركة العصيان المدني. ويمكن أن تصل عقوبة هذه الاتهامات إلى السجن عامين.

توتر في ماندالاي

وارتفع منسوب التوتر، ليلة أمس الأربعاء، في ثاني كبرى مدن بورما، ماندالاي. حيث فرّقت الشرطة والجيش مظاهرة عطّلت حركة القطارات.

وقال أحد عناصر جهاز الطوارئ المحلي إن قوات الأمن فتحت النار. ولم يتضح إن كان استخدم الرصاص المطاطي أم الحي. وأفاد العنصر عن إصابة شخص بجروح.

وتم توقيف أربعة سائقي قطارات شاركوا في العصيان عبر تهديدهم بالسلاح. وأجبروا على القيادة باتّجاه مدينة ميتكيينا شمالاً، بحسب "هيئة مساعدة السجناء السياسيين". كما ذكرت المجموعة أنه تم توقيف ما يقارب من 500 شخص منذ الانقلاب.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، تم توقيف 11 مسؤولاً في وزارة الخارجية لمشاركتهم في أنشطة العصيان المدني.

وقال شرطي طلب عدم الكشف عن هويته لـ"فرانس برس" إن 50 موظفاً مدنياً على الأقل، من عدة وزارات، اعتقلوا خلال الأيام الأربعة الماضية.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات / التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close