قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء: إن موسكو لا يمكن أن تقبل بالسلام إلا مرغمة، متهمًا كلًا من إيران وكوريا الشمالية بأنهما "متواطئتان" في الحرب التي تخوضها بلاده ضد موسكو، وذلك في كلمة ألقاها خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي وحضرها ممثل لروسيا.
وبعد ساعات من خطاب الرئيس الأوكراني، نقلت وكالة تاس للأنباء عن دينيس بوشيلين، وهو الحاكم الذي عينته روسيا على منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، قوله: إن القوات الروسية سيطرت على بلدة أوكراينسك في المنطقة، مع إصرار موسكو على خرق المنطقة الشرقية لجارتها اللدود.
زيلينسكي خلال كلمته، وصف موسكو بأنها غير صادقة في دعواتها للحوار، وقال: إن "روسيا لن تقبل بالسلام إلا مرغمة، وهذا بالضبط ما نحن بحاجة إليه، إرغام روسيا على (القبول بـ) السلام".
وبينما تتركّز اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على الشرق الأوسط، يسعى الرئيس الأوكراني الذي وصل إلى الولايات المتحدة الأحد، إلى إبقاء الضوء مسلّطًا على الحرب التي تشهدها بلاده منذ عامين ونصف العام بسبب الهجوم الروسي.
ومن المتوقع أن يعرض زيلينكسي، غدًا الخميس، على الرئيس الأميركي جو بايدن ما يصفها بأنها "خطة النصر"، في حين يثير المرشح الجمهوري دونالد ترمب تساؤلات بشأن مواصلة الدعم الأميركي لكييف في حال فوزه بالرئاسة.
ووجّه زيلينسكي أيضًا انتقادات لإيران وكوريا الشمالية، اللتين تتهمهما دول غربية داعمة لكييف، بتزويد روسيا بالأسلحة.
وقد أفيد مؤخرًا بأن طهران زوّدت روسيا بصواريخ قصيرة المدى. وقال الرئيس الأوكراني: "ليس لدى روسيا سبب مشروع -على الإطلاق- لجعل إيران وكوريا الشمالية متواطئتين بحكم الأمر الواقع في حربها الإجرامية في أوروبا، حيث تقتلنا أسلحتهما".
"أجواء مسمومة"
من جهته، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: إنّ "الدول الغربية لم تتمكن من منع نفسها من تسميم الأجواء مجددًا، من خلال محاولة لفت الانتباه إلى مسألة أوكرانيا المبتذلة"، وفق تعبيره.
وخلال جلسة مجلس الأمن، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المجتمع الدولي إلى التحرك للتنديد بدعم طهران وبيونغيانغ العسكري لموسكو.
وقال: إنّ ذلك يسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"ارتكاب المذبحة و(إلحاق) المعاناة والدمار برجال ونساء وأطفال أوكرانيين أبرياء"، على حد تعبيره.
من جهته، أكد نظيره الصيني وانغ يي أن بكين ليست "جزءًا" في الصراع. وقال: إنّ "الصين لم تسبّب الأزمة الأوكرانية ولا تشارك فيها. لقد وقفت الصين دائمًا إلى جانب السلام"، رافضًا الاتهامات الأميركية بتقديم دعم صيني لروسيا.
وشدّد على أنّ "كلّ محاولة لتحميل الصين المسؤولية أو لمهاجمة الصين أو تشويه سمعتها، هي محاولة غير مسؤولة ولن تؤدي إلى أي نتيجة".
وبينما تعهّد زيلينسكي مجددًا عقد "قمة سلام" ثانية بعد القمة التي عُقدت في يونيو/ حزيران في سويسرا، أكد أنه ستتم دعوة الصين والهند والبرازيل.
الدور الهندي
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار أن بلاده يمكن أن تساهم في التوصل إلى تسوية بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار إلى أنّ رئيس الحكومة ناريندرا مودي التقى الإثنين في الأمم المتحدة بالرئيس الأوكراني، بعدما كانا قد التقيا في يونيو وأغسطس/ آب. وكان مودي قد التقى بوتين في يوليو/ تموز.
وقال جايشانكار: "لا يوجد حاليًا عدد كافٍ من الدول والقادة الذين لديهم القدرة أو الإرادة للتعامل مع كييف وموسكو في الوقت ذاته".
من جهتها، كرّرت فرنسا على لسان وزير خارجيتها الجديد جان نويل بارو، دعمها الثابت لأوكرانيا. وأكد أنّ اتفاق سلام بين موسكو وكييف يجب أن يتمّ إبرامه "على أساس القانون الدولي وحده مع احترام" وحدة أراضي أوكرانيا.