يواصل مراسل التلفزيون العربي في قطاع غزة عبد الله مقداد، تغطية يوميات الحرب على غزة التي مضى على بدايتها عام.
يصف مقداد عامًا مر من عمره بالقول: "لحظات الحرب كانت صعبة، فلا لحظات جميلة. عشنا أشهر من الألم والمعاناة والمآسي والأزمات. كلها لحظات ألم صعبة جدًا".
لم يعلم أن المنزل المستهدف منزل عائلته
لكن الألم الشخصي يبقى أشد فتكًا. ويروي عبدالله لحظة قصف منزله، دون أن يبذل أي مجهود لاستعادة لحظات يذكرها جيدًا ولن تُمحى من ذاكرته.
كان عبدالله في رسالة من قطاع غزة على الهواء مباشرة يقدم إحاطة للأوضاع الميدانية للحرب، حين كان الاحتلال يشن غارات عنيفة.
وقال في رسالته حينها: "استهداف منزل سكني في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة "، ويقول: "نقلت في رسالتي أنه جرى استهداف منزل سكني في مخيم النصيرات ولم أعلم أنني أتحدث عن المنزل الذي تعيش فيه عائلتي".
بعد إنهاء رسالته على الهواء، تلقى اتصالًا علم من خلاله أنه جرى انتشال جميع أفراد عائلته من تحت ركام المنزل الذي دمّره القصف بالكامل.
أصعب لحظات الحرب
ويقول مقداد: "من أصعب اللحظات، تلك التي أتلقى فيها خبرًا كهذا، خروج أطفالي من تحت الركام، وكلهم عاشوا صدمة القصف واضطراب ما بعد الصدمة، ما ترك عليهم آثارًا نفسية صعبة جدًا".
وجد المراسل نفسه أمام قرارين صعبين، ويقول: "أن أترك العمل وأذهب لتفقد عائلتي أو أن أستمر في مسيرة نقل الحقيقة وأن أصل إلى كل زاوية وكل شارع وزقاق ومنزل في القطاع".
وأمام كومة ركام كانت ذات يوم منزل عبد الله مقداد، يقف المراسل ويتأمل ما صنعت الحرب بالمنزل الذي كان يسكنه قبل بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبنبرة حزن يقول: "كل زاوية من هذا المكان تحمل ذكرى، كل زاوية من هذا المكان تحمل صورة ولحظة". ويضيف: "حتى الألعاب التي ابتعتها لأطفالي عندما كانوا صغارًا أصبحت تحت هذا الركام الكبير جدًا".