أكّد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، أن القضية الفلسطينية ستظل دومًا في مقدمة أولويات السياسة القطرية، مشيرًا إلى بذل الدوحة كل الجهود للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة ويوقف نزيف الفلسطينيين.
وقال أمير دولة قطر في كلمة له خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول لمجلس الشورى، إنه قد "مر عام على العدوان الوحشي على أهلنا في غزة والضفة الغربية.. عام من التدمير وجرائم الإبادة الجماعية، في ظل استمرار عجز وتقاعس المجتمع الدولي عن وقف هذه الحرب البشعة التي انتهكت كافة القيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية والشرائع الدينية".
إسرائيل تستغل تقاعس المجتمع الدولي
وأضاف أن "إسرائيل تستغل فرصة تقاعس المجتمع الدولي وتعطيل مؤسساته وإحباط قراراته لتنفيذ مخططات استيطانية خطيرة في الضفة الغربية، حيث راحت توسع عدوانها إلى لبنان".
وأكد أمير قطر: "لقد وقفنا وما زلنا نقف مع أشقاءنا في فلسطين وطالبنا مؤسسات المجتمع الدولي بوقف العدوان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن "هذا الدمار لن يجدي مع الشعب الفلسطيني الصامد المتمسك بحقوقه المشروعة".
واعتبر أنه لن يكون أمام إسرائيل بعد كل هذا القتل والتدمير سوى الانصياع لما توافق عليه المجتمع الدولي في حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية والالتزام بتنفيذها والقبول بدولة فلسطينية تعيش معها جنبًا إلى جنب وحصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة.
قطر تواصل جهود الوساطة لوقف الحرب على غزة
ولفت أمير قطر إلى أن الدوحة بذلت ولا تزال جهودًا مكثفة مع شركاءها لوقف إطلاق النار. وأوضح: "لقد نجحنا في التوصل لاتفاق الهدنة التي جرى تنفيذه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأكّد أنه على الرغم من العقبات التي تعرقل جهود الوساطة، فإن قطر مستمرة في بذل كل الجهد للوصول إلى اتفاق ينهي هذه الحرب ويوقف نزيف دماء أشقائنا في فلسطين وإيصال المساعدات لهم ويطلق سراح الأسرى والمعتقلين على أن يكون ذلك تمهيدًا لمسار سياسي يتجه نحو الحل العادل".
والجهود التي قادتها الولايات المتحدة وقطر ومصر على مدى أشهر، للتوصل إلى هدنة في الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام متعثرة بفعل "تعنت" حكومة الاحتلال التي يقودها بنيامين نتنياهو، بحسب ما تؤكد حركة حماس.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نجح الوسطاء في إبرام هدنة بين حركة حماس وإسرائيل لأسبوع واحد فقط أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
قطر تجدد الدعوة لوقف إطلاق النار في لبنان
وفي الشأن اللبناني، جدد أمير دولة قطر إدانته للغارات الجوية والعمليات العسكرية التي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان والتي أودت بأرواح آلاف المدنيين وهجّرت أكثر من مليون مواطن.
وأضاف: "لقد حذّرنا من هذا التصعيد الخطير للعدوان الإسرائيلي الذي تتسع رقعته يومًا بعد يوم ومن عواقبه على دول الجوار والمنطقة".
وتابع: "لقد كان وقف حرب الإبادة على غزة الذي تطالب به غالبية البشرية، المخرج الأسهل والأسلم لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان"، معتبرًا أن "إسرائيل اختارت عن قصد أن توسّع العدوان لتنفيذ مخططات معدة سلفًا في مواقع أخرى مثل الضفة الغربية ولبنان لأنها ترى أن المجال متاحًا لذلك". كما جدّد أمير قطر الدعوة لوقف العدوان على لبنان وإلى تنفيذ القرارات الدولية بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 1701.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، لتشمل لبنان بشن غارات جوية طالت العاصمة بيروت، بالإضافة إلى محاولات توغل بري في الجنوب.
وتلك الغارات الإسرائيلية في لبنان أسفرت عن ألف و542 شهيدًا و4 آلاف و555 جريحًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح، وفقًا لبيانات رسمية لبنانية.
