توالت المواقف من إعلان إسرائيل قتل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار في رفح. فبينما رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليل الخميس-الجمعة أنّ ما حصل يمثّل "بداية النهاية" للحرب، أكدت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك أنه "سيعزز روح المقاومة" بهدف "تحرير" الأراضي المحتلة.
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أنه سيرسل وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى إسرائيل لمحاولة الدفع نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال بايدن للصحافيين بعيد وصوله الى ألمانيا: "حان الوقت لتنتهي هذه الحرب ويعود هؤلاء الرهائن، وهذا ما نحن مستعدون للقيام به، وأنا سأرسل أنتوني بلينكن الى إسرائيل"، مشيرًا الى أن الزيارة ستحصل في غضون "أربعة أو خمسة أيام".
"نقطة تحوّل" يجب اغتنامها لوقف الحرب
ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن قتل السنوار يمثّل "نقطة تحوّل" وفرصة يجب اغتنامها من أجل "وقف الحرب".
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فقال إنّ بلاده "لن يبكيها مقتل السنوار" واصفًا إياه بـ "العقل المدبّر لأكثر الأيام دموية في التاريخ اليهودي منذ المحرقة"، ومشيرًا إلى أنّه يفكر "بعائلات ضحايا هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول".
واستشهد السنوار بعد استهداف جنود الاحتلال لمبنى في حي السلطان في رفح جنوبي قطاع غزة دون أن يعرفوا أن السنوار هو أحد الذين اشتبكوا معهم في المبنى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي قتل رئيس حماس بعد ساعات على إعلانه أنه يتحقق فيما إذا كان السنوار من بين ثلاثة قتلوا في غزة.
انعكاسات غياب السنوار عن المشهد
وفيما يخص تأثير استشهاد السنوار على حركة حماس، يشير الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد إلى أن غياب السنوار عن المشهد يشكل "خسارة كبيرة" لحماس.
وإذ يؤكد على دور السنوار المهم في حركة حماس، يلفت شديد في حديث إلى التلفزيون العربي من الجليل إلى أن إسرائيل تحاول أن تختصر حماس بشخص السنوار بينما هي حركة متجذرة تضم مؤسسات في قطاع عريض من الشعب الفلسطيني.
وبحسب شديد، تسعى إسرائيل لتوظيف رحيل السنوار لضرب معنويات الشعب الفلسطيني وإقناعه بأنه هُزم، ولتصوير "مقتله على أنه انتصار وضربة قاضية لحماس". ويرى الباحث في الشأن الإسرائيلي أن "مسألة ربط مستقبل الحركة والشعب الفلسطيني ليست سوى مغالاة".
وبشأن تأثير استشهاد السنوار على ملف الأسرى الإسرائيليين، يعتبر شديد أن نتنياهو وحكومته لم يكونوا معنيين بملف الأسرى.
وفي الوقت نفسه، يرى شديد في موقف الولايات المتحدة "المتفائل" بإمكانية وقف الحرب على غزة محاولة للاستفادة انتخابيًا وسياسيًا من استشهاد السنوار، لافتًا إلى أن إعلان واشنطن أنها قدّمت الدعم لإسرائيل للعثور على السنوار يتعارض مع ما كانت تعلنه خلال العام الماضي بأنها تسعى لوقف إطلاق النار.
ويضيف شديد: "لم يكن وقف إطلاق النار ممكنًا بالنسبة لأميركا دون تحقيق انتصار لإسرائيل".
