Skip to main content

استفتاء انضمام مولدافيا للاتحاد الأوروبي.. كيف أثر تصويت المغتربين؟

منذ 16 ساعات
تقدمت شريحة الرافضين لانضمام مولدافيا للاتحاد الأوروبي على مدى ساعات لكن تصويت المغتربين أتاح قلب المعادلة - رويترز

كشفت نتائج شبه نهائية للاستفتاء الذي جرى أمس الأحد في مولدافيا عن تقدم طفيف لمؤيدي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بعدما كان المعارضون في الصدارة لفترة طويلة، في تقارب شديد يشكل نكسة للرئيسة مايا ساندو المؤيدة لأوروبا.

وكان الاتحاد الأوروبي قد ندد بأجواء ما سمّاه "تدخلًا غير مسبوق" من جانب موسكو في التصويت، فيما تحدث الكرملين عن "مخالفات" في فرز الأصوات في معرض تفسيره تقدم معسكر مؤيدي أوروبا.

في موازاة ذلك، تصدرت المرشحة ساندو البالغة من العمر 52 عامًا الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في الوقت ذاته، لكنها تستعد لدورة ثانية صعبة بعد نحو أسبوعين.

وبعد فرز نحو 99% من الأصوات، تتقدم الموافقة على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 50,28% إثر هذا الاقتراع الذي طغت عليه اتهامات بالتدخل الروسي، وهو ما نفاه الكرملين "بشكل قاطع".

وخلافًا للتوقعات، كانت شريحة الرافضين تتقدم على مدى ساعات لكن تصويت المغتربين أتاح قلب المعادلة.

"تدخل قوى أجنبية معادية"

وفي أول رد فعل ليلًا، نددت الرئيسة المنتهية ولايتها بـ"هجوم غير مسبوق على الديمقراطية"، ووعدت "بعدم الرضوخ لذلك".

وألقت باللوم على ما وصفتها بأنها "مجموعات إجرامية تعمل مع قوى أجنبية معادية لمصالحنا الوطنية، هاجمت بلادنا بدفع ملايين اليوروهات ونشر أكاذيب ودعاية" بهدف "إغراق بلادنا بعدم اليقين وعدم الاستقرار".

وندد الكرملين الإثنين بحصول "مخالفات" في فرز الأصوات. وطالب الناطق باسمه ديمتري بيسكوف بـ"أدلة" بشأن "الاتهامات الخطيرة" التي وجهتها ساندو عن تدخل قوى أجنبية.

وقال بيسكوف: "من الصعب تفسير ارتفاع عدد الأصوات المؤيدة لساندو والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي" صباح الإثنين، مضيفًا: "كل من يعرف العمليات الانتخابية يمكنه رصد مخالفات في ارتفاع هذه الأصوات".

من جهتها اعتبرت المفوضية الأوروبية الإثنين أن الاستفتاء والدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية حصلا في جو "تدخل غير مسبوق" من جانب روسيا.

وقال بيتر ستانو، الناطق باسم المفوضية، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل: "لاحظنا أن التصويت جرى في جو تدخل وترهيب غير مسبوق من جانب روسيا (...) بهدف زعزعة استقرار العملية الديموقراطية في جمهورية مولدافيا".

وأجري الاستفتاء بمبادرة من ساندو، التي قطعت العلاقات مع موسكو وتقدمت بطلب انضمام إلى الاتحاد الأوروبي عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا عام 2022. وهي تريد تحديد "مصير" هذه الجمهورية السوفيتية السابقة، التي تعد 2,6 ملايين نسمة. لكن رهانها جاء بنتائج عكسية.

وحتى في حال فوز الـ"نعم" في نهاية المطاف، فإن الفارق الضئيل، وعلى الرغم من أنه لن يضع مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي موضع شك، لكنه "يضعف بشكل ما الصورة المؤيدة لأوروبا بين السكان وقيادة مايا ساندو"، بحسب ما قال الخبير السياسي الفرنسي فلوران بارمنتييه المتخصص في شؤون المنطقة لوكالة "فرانس برس".

وأصبحت ساندو عام 2020 أول امرأة تتولى المنصب الأعلى في الدولة. وخلال أربع سنوات، أصبحت هذه الخبيرة الاقتصادية السابقة في البنك الدولي، والتي عرفت بأنها مناهضة للفساد، شخصية أوروبية من الصف الأول.

وبعد نكسة الدورة الأولى، فإن فوز ساندو في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني غير مضمون.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة