دعا مئات اليمينيين الإسرائيليين، اليوم الإثنين، في مؤتمر عُقد قرب قطاع غزة لإعادة النشاط الاستيطاني في "كل شبر" من القطاع الفلسطيني، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وانعقد المؤتمر تحت عنوان "الاستعداد لإعادة استيطان غزة"، في منطقة صنفها الجيش الإسرائيلي عسكرية مغلقة قرب مستوطنة بئيري بمحاذاة غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن "الوزراء الذين شاركوا في المؤتمر هم: بتسلئيل سموتريتش (المالية)، ويتسحاق جولدكنوبف (الإسكان)، وإيتمار بن غفير (الأمن القومي)، وميكي زوهر (الرياضة)، وحاييم كاتس (الرفاهية)، وعميحاي شيكلي (شؤون الشتات)".
كما شارك "يتسحاق فاسيرلاوف (تنمية الجليل والنقب)، وأوريت ستروك (الاستيطان)، وعيديت سيلمان (حماية البيئة)، ومي غولان (المساواة والمرأة)، وشلومو كارعي (الاتصالات)، وعميحاي إلياهو (التراث)".
"صهاينة حقيقيون"
ونقلت الهيئة عن بن غفير قوله في المؤتمر إن "الهروب يجلب الحرب، سيدي رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، دور القيادة الشجاعة هو اتخاذ قرارات شجاعة".
بدورها، دعت غولان، وهي من بادرت لعقد المؤتمر، إلى إعادة استيطان غزة، فيما قال وزير تنمية النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف: "حلمنا منذ 2000 عام بالعودة إلى وطننا اليهودي"، وفق زعمه.
وتابع: "أعلم أن أولئك الذين لا يتفقون معنا يسمون هذا تطرفًا بينما أنا أسميه صهيونية. نحن صهاينة حقيقيون".
وفي إشارة إلى تفكيك المستوطنات، قال يوسي داغان، ناشط استيطاني ورئيس مجلس المستوطنات بشمالي الضفة الغربية المحتلة: "سنصلح خطأ فك الارتباط (عام 2005)"، على حد تعبيره.
وتابع: "سنصلح أخطاء اتفاقيات أوسلو (للسلام مع منظمة التحرير الفلسطينية عامي 1993 و1995). لن نرتكب هذه الأخطاء مرة أخرى أبدًا. سنعود إلى ديارنا"، وفق تعبيره.
"تهجير وإعادة استيطان"
أمّا ناشطة الاستيطان دانييلا فايس، فقالت للصحافيين: "جئنا إلى هنا لغرض واضح واحد: استيطان قطاع غزة بأكمله.. كل شبر من الشمال إلى الجنوب".
وأضافت: "نحن آلاف الأشخاص، وعلى استعداد للانتقال إلى غزة في أي لحظة.. ستشاهدون كيف سيذهب اليهود إلى غزة ويختفي العرب منها".
بدورها، قالت سيما حسون، ممثلة "موكب الأمهات" وهي مجموعة يمينية متطرفة: "أعلم أن الكثير منكم مستعدون لذلك: غزو وطرد وإعادة استيطان".
وزادت: "لا أتحدث عن منطقة واحدة من غزة. لا أتحدث عن شمال غزة فقط. أعني كل شبر من الأرض"، حسب "هآرتس".
وبدأ التجمع في هذا المؤتمر الأحد عبر مجموعات صغيرة، ثم انضم إليهم الإثنين آخرون يمثلون مجموعات مؤيدة للاستيطان وأحزاب سياسية يمينية متطرفة.
وتشنّ إسرائيل عدوانًا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أدى إلى استشهاد 42603 فلسطينيين، وإصابة 99795 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
ووسط حصار وتجويع في شمال القطاع وقصف لا يتوقف على وسطه وجنوبه، أكدت منظمة "هيومن راتس ووتش" أنّ أوامر الإخلاء شملت 85% من مساحة قطاع غزة، مع منع وصول المساعدات الغذائية إلى الشمال.