Skip to main content

كندا تعدل بشكل ملحوظ سياستها للهجرة.. انتقادات لترودو وتعليق من ترمب

منذ 6 ساعات
اعتبر زعيم حزب المحافظين المعارض بيار بوالييفر أن ترودو "دمّر نظام الهجرة" - رويترز

أعلنت كندا أمس الخميس، خفضًا "كبيرًا" بنسبة 21% في الكمية المخصصة للمقيمين الدائمين الذين ستستقبلهم اعتبارًا من العام المقبل.

وتعكس هذه الخطوة من جانب كندا، التي يُنظر إليها تقليديًا على أنها بلد مرحّب بالمهاجرين، تغييرًا بالمسار في مواجهة الرأي العام الذي يُبدي ترددًا حيال مسألة الهجرة.

"توقف مؤقت في نمو السكان"

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: إن "الهجرة ضرورية لمستقبل كندا، لكن يجب السيطرة عليها"، مشددًا على أن هذا الانخفاض سيؤدي إلى "توقف موقّت في النمو السكاني خلال العامين المقبلين".

وكانت كندا قد فرضت قيودًا تهدف إلى احتواء مستويات قياسية من الهجرة، بعدما ارتفع عدد السكان إلى أكثر من 41 مليون نسمة في بداية العام، مقارنة بنحو 35 مليون نسمة قبل عشر سنوات.

وأوضح ترودو أن الهدف من ذلك هو "تحقيق استقرار في نمونا الديموغرافي لإعطاء الحكومة، على كل مستوياتها، وقتًا كافيًا للحاق بالركب وتنفيذ الاستثمارات الضرورية في مجالات الرعاية الصحية والإسكان والخدمات الاجتماعية".

من جهته، قال وزير الهجرة مارك ميلر: إن "هذه الخطة هي على الأرجح الأولى من نوعها حتى الآن"، مؤكدًا أنها تستجيب "لقدر كبير من الانتقادات" التي وردت في الماضي.

ووفقًا لاستطلاع أجرته Abacus Data في بداية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، يعتقد كندي واحد من كل اثنين أن "الهجرة تضر بالأمة".

وللمرة الأولى منذ ربع قرن، يعتقد 58% من الكنديين أن هناك هجرة أكثر من اللازم، وقد تعزز هذا الرأي بشكل كبير للعام الثاني على التوالي، وفقًا لاستطلاع آخر أجراه معهد Environics.

نقطة تحول جذري

ويمثل هذا الإعلان نقطة تحوّل جذري بالنسبة إلى كندا، البلد الذي لطالما اشتهر بكونه وجهة للمهاجرين، خصوصًا الذين يبحثون عن ظروف معيشية أفضل.

وشدد وزير الهجرة على أن الخطة ستساعد في التخفيف من حدة أزمة الإسكان، التي تعانيها البلاد حاليًا، من خلال تقليل عدد الوحدات الجديدة التي سيجري بناؤها.

لكنّ أكثر من 120 منظمة من منظمات المجتمع المدني، قالت في رسالة مفتوحة إن "المهاجرين ليسوا مسؤولين عن أزمة السكن في كندا، أو عن النقص في الوظائف، أو عن عدم كفاية الرعاية الصحية أو غيرها من الخدمات العامة"، معتبرين أن السبب في هذه الأزمات يعود إلى "عقود من السياسات الفدرالية والإقليمية".

أما غرفة التجارة الكندية، فاعتبرت أن هذا الخفض المُعلن "مخيّب للآمال بالنسبة للشركات في كل أنحاء البلاد"، والتي تعتبر الهجرة "محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي ومصدرنا الوحيد لنمو القوى العاملة على المدى القصير".

واعتبر زعيم حزب المحافظين المعارض بيار بوالييفر أن ترودو "دمّر نظام الهجرة"، وأنّ "تغيير الموقف اليوم هو اعتراف بالفشل".

أما المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، الذي جعل الهجرة موضوعًا محوريًا في حملته الانتخابية، فردّ أيضًا على إعلان الحكومة الكندية، قائلًا: "حتّى جاستن ترودو يريد إغلاق حدود كندا".

وكان ترمب يشير إلى خطّته الخاصة "لتنظيم المهاجرين" على حدود الولايات المتحدة.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة