أظهرت مشاهد حصرية للتلفزيون العربي حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى كمال عدوان ومحيطه شمال قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ 22 يومًا.
وفي وقت سابق السبت، انسحب جيش الاحتلال من مستشفى كمال عدوان في مدينة بيت لاهيا مخلفًا شهداء ودمارًا واسعًا داخله وخارجه بعد اقتحامه أمس الجمعة.
وفي الأثناء، أفاد مراسل التلفزيون العربي إسلام بدر بأن انسحاب الاحتلال كان محدودًا لمسافة لا تتجاوز 300 متر.
وأظهرت المشاهد من هناك حجم الدمار الكبير الذي لحق بمستشفى كمال عدوان، جراء القصف الإسرائيلي.
كما تبرز الصور حجم الدمار في الطرقات بعد أن جرفها الاحتلال أثناء حصاره المستشفى، بالإضافة إلى انتشار جثث الشهداء على الأرض.
دمار في محيط مستشفى كمال عدوان
وكان شهود عيان أفادوا في وقت سابق السبت، بأن جيش الاحتلال دمر وحرق منازل وممتلكات الفلسطينيين بمحيط مستشفى كمال عدوان قبل تراجعه في المنطقة، لافتين إلى أن هناك مرضى وجرحى ونازحين بالمستشفى ظلوا بلا دواء أو طعام أو مياه ليومين خلال اقتحامه".
وأضاف الشهود أن جيش الاحتلال جرف أسوار مستشفى كمال عدوان وخيام النازحين داخله وحوله قبل اقتحامه، وألقى قذائف في ساحاته، وقصف محطة الأكسجين الرئيسية داخل المستشفى وعطلها عن العمل، وأتلف الأدوية بالمستشفى منعًا لإنقاذ الجرحى.
وصباح السبت، أعلنت وزارة الصحة بغزة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل الكادر الطبي من الرجال، بالإضافة لجرحى ومرضى من مستشفى كمال عدوان.
والجمعة، أشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى انقطاع الاتصالات بالطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان إثر اقتحامه من قبَل الجيش الإسرائيلي.
إلى ذلك، يتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي لمختلف مناطق محافظة شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعي الجيش لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وفي وقت سابق السبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد أكثر من 820 فلسطينيًا بفعل هجمات إسرائيل على شمال القطاع.
يأتي هذا فيما، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدوانًا على غزة، أسفر عن أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
"جريمة حرب وانتهاك كبير بحق الإنسانية"
وفي سياق متصل، اعتبر وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان، السبت، أن استهداف إسرائيل لمستشفى كمال عدوان يُعد "جريمة حرب وانتهاكًا كبيرًا بحق الإنسانية".
وأوضح في بيان أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي، مارست كافة أشكال الانتهاك والتدمير، بحق كافة مكونات المنظومة الصحية في غزة، وأعادت الوضع الصحي عشرات السنين للوراء".
وأضاف: "عدوان الاحتلال دمر البنية التحتية، وأدى لانعدام أية ظروف بيئية صحية، وما صاحبه من انتشار الأمراض بشكل كبير".
وجدد الوزير الفلسطيني "نداء الاستغاثة للعالم أجمع، بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي عن أبناء شعبنا ومنظومتنا الصحية المنهارة"، مؤكداً أن "حياة آلاف المرضى والجرحى في خطر كبير جدًا"، وفق البيان.