تلعب الأقليات العرقية تاريخيًا دورًا محوريًا في تحديد ساكن البيت الأبيض الذي سيفوز بالانتخابات الأميركية، حيث يأتي دور السكان من أصول لاتينية، وإفريقية، وآسيوية، وعربية إسلامية.
فالسكان من أصل لاتيني يشكلون نحو 18% من السكان، بينما تصل نسبة الناخبين من أصول إفريقية إلى نحو 13%، ونسبة الناخبين من أصل آسيوي إلى نحو 6%، في حين لا يشكل العرب والمسلمون إلا 1%.
وعلى الرغم من أن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تتقدم بنسبة 78% مقابل 15% على منافسها الجمهوري دونالد ترمب بين الناخبين السود، وتتقدم بنسبة 56% مقابل 37% بين الناخبين اللاتينيين، إلا أن ترمب، عمومًا، يحقق نتائج أفضل بين الناخبين السود واللاتين مقارنة بأي مرشح جمهوري آخر خلال السنوات الأخيرة.
ففي 2020، كان دعم السود لجو بايدن يشكل 92% بين الناخبين من الأحزاب الرئيسية، وكان دعمه بين الناخبين اللاتينيين يشكل 63%، وفقًا لتقديرات التايمز.
الأقليات العرقية في سباق الرئاسيات الأميركية.. أبرز المعطيات والتفاصيل #الانتخابات_الأميركية pic.twitter.com/9UchJ50mvQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 26, 2024
نجاح ترمب في استمالة الناخبين من أصول آسيوية وإفريقية مرده، بحسب نيويورك تايمز، ليس فقط إلى تأييدهم لسياسته الخارجية التي تحمل شعار "أميركا أولًا"، بل إلى دعمهم له في القضايا المتعلقة بالعرق والهجرة.
ويقول نحو 40% من الناخبين السود و43% من الناخبين من أصل إسباني إنهم يؤيدون بناء جدار على طول الحدود الجنوبية. وبالمثل، يقول 45% من الناخبين من أصل إسباني و41% من الناخبين السود إنهم يؤيدون ترحيل المهاجرين غير النظاميين.
الأصوات الحاسمة
أما الأميركيون من أصول آسيوية فمعظمهم في ولايات تصوت عادة للديمقراطيين، مثل كاليفورنيا، ونيويورك، وواشنطن، ويبلغ متوسط وجود الآسيويين في الولايات المتأرجحة نحو 3 ونصف بالمئة، وهو معدل يكفي لفوز مرشح على حساب مرشح آخر.
وقبل انسحاب جو بايدن من الانتخابات، دعم 55% من الآسيويين الحزب الديمقراطي، في حين دعم ترمب نحو 29%، وظل 16% لم يحددوا موقفهم، وهناك اعتقاد أن نسبة دعم الآسيويين للحزب الديمقراطي ستزيد مع ترشح كامالا هاريس.
وعلى الرغم من أن عددهم لا يزيد على 3 ملايين وسبعمئة ألف، فإن أصوات العرب والمسلمين يمكن أن تكون حاسمة في الانتخابات القادمة، خصوصًا في "الولايات المتأرجحة"، مثل ميشيغان.
والمعلوم أن هذه الفئة من المجتمع الأميركي كانت وراء فوز الديمقراطي بايدن في انتخابات 2020، ولكن الحرب على غزة ولبنان ستؤثر على توجهات الناخبين.
وبحسب استطلاع للرأي جرى في مايو/أيار الماضي، قال 75% من العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان إن ما يجري في غزة سيكون حاسمًا عند اختيار الرئيس المقبل للولايات المتحدة. هذا وقد تسهم "حركة غير ملتزم" داخل الحزب الديمقراطي في خسارة كامالا هاريس للولايات المتأرجحة، التي نجحت في حرمان بايدن من نحو 100 ألف صوت في أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.