في تجمع انتخابي بنيويورك للمرشح الجمهوري دونالد ترمب، أثار كوميدي معروف يسمى توني هينشكليف عاصفة من الغضب، بعد إلقاء نكات وُصفت بالمستفزة، مستهدفًا بها المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة.
وعمد الكوميدي إلى مهاجمة الأميركيين من أصول لاتينية، كما انتقد سياسات بلاده تجاه المهاجرين داعيًا في سياق نكاته إلى العزوف عن تلك السياسة ورفض طلبات الهجرة، كما نعت بورتوريكو وسكانها بالقمامة العائمة.
وتتطرق هينشكليف أيضًا إلى الحروب التي تدعمها بلاده في كل من أوكرانيا وغزة، وقال إن الوقت قد حان كي يتوقف الأميركيون عن استخدام أموال الضرائب الخاصة بهم لتمويل تلك الحروب والطلب من أصحاب تلك القضايا حل مشاكلهم بأنفسهم.
كوميدي أميركي ينعت بورتوريكو بـ"القمامة العائمة"
وأثارت هذه النكات غضب كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استغلت المرشحة للرئاسة الأميركية كامالا هاريس الموضوع، وقالت: "لقد أطلقت اليوم خطتي بصفتي رئيسًا للبلاد من أجل المساعدة في بناء مستقبل أكثر إشراًقا لبورتو ريكو وشعبها، وفي الوقت نفسه، وخلال تجمع لدونالد ترمب، وصفوا بورتو ريكو بأنها جزيرة عائمة من القمامة".
من جهته، كتب عضو الكونغرس الأميركي من أصول بورتوريكية ريتشي توريس: "أشعر بالرغبة في وصف هينشكليف بأنه قمامة عنصرية، لكن القيام بذلك سيكون بمنزلة إهانة للقمامة، يجب على اللاتينيين ألا ينسوا أبدًا أن العنصرية التي يبدو أن ترمب يدعمها عند الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات القادمة.
أما الكاتبة لويس رومانو، فقالت: "في عام 2021 تخلت وكالة المواهب التي يعمل فيها توني هينشكليف عنه بعد انتشار مقطع فيديو له يهين الأشخاص من أصول آسيوية، في الليلة الماضية، تقول هاجم البورتو ريكيين من كان عنصريًا في الماضي يبقى عنصريًا إلى الأبد.
في المقابل، دافع هينشكليف عن نفسه بعد الحملة التي طالته على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب عبر منصة إكس: إن "على الناس إدراك أن الأمر كان مجرد دعابة، وأنه يسخر من الجميع في العادة".
وبعد ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، سعت حملة ترمب بدورها إلى تبرئة نفسها من التصريحات، ونقلت عن قناة" سي إن إن" أن هذه النكتة لا تعكس آراء الرئيس ترمب أو الحملة.
ومع تصاعد الضغوط، سارعت شخصيات جمهورية بارزة إلى النأي بنفسها عن تصريحات هينشكليف.
من جهته، كتب السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا ريك سكوت: "هذه النكتة فشلت لأنها ليست مضحكة ولا صحيحة، أهل بورتو ريكو هم أميركيون رائعون".
وقالت النائبة الجمهورية ماريا ألفيرا سالازار: "ما قاله هينشكليف عن بورتو ريكو مقزز ولا يمثل قيم الحزب الجمهوري، بورتو ريكو أرسلت أكثر من 48 ألف جندي إلى حرب فيتنام وحصلوا على أكثر من 345 وسام قلب أرجواني، هذا النوع من البطولات يستحق الاحترام لا الإهانة.
وما يزيد من حساسية هذه الأزمة هي الانتخابات، إذ إن نحو ثلثي البورتوريكيين المقيمين في الولايات المتحدة لديهم حق التصويت، وهذا الأمر يعزز أهمية هذه الكتلة الانتخابية في الولايات المتأرجحة تحديدًا.
وقالت مصادر من داخل حملة ترمب، إنها تعاني من القلق حاليًا، حيث تتزايد نسبة القلق بسبب تداعيات هذه الأزمة، إذ يخشى مساعدوه من أن يستخدم خصومه هذه التصريحات لتعزيز الاتهامات ضده بالعنصرية والفاشية.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها هينتشكليف الجدل، ففي عام 2021، تعرض لانتقادات حادة بعد استخدامه عبارات عنصرية ضد الكوميدي الأميركي الصيني بينغ دينغ خلال عرض كوميدي، ورفض حينها تقديم الاعتذار.