أزمة نزوح غير مسبوقة في لبنان.. مئات الآلاف يعيشون أوضاعًا صعبة
يواجه لبنان أزمة نزوح مستمرة تتجاوز الجهود الحكومية المخصصة لاستقبالهم في مراكز الايواء مع تجاوز عددهم 1,2 مليون نازح.
فمنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على لبنان، أسفر عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى، كما بدأت غزوًا بريًا في جنوبه.
وعلى وقع استمرار وتوسيع عمليات الجيش الإسرائيلي في القرى والبلدات جنوبي لبنان، يتدفق آلاف النازحين إلى بيروت ومناطق أخرى، حيث يصلون إلى مراكز إيواء مكتظة بالنازحين.
مراكز إيواء مكتظة بالنازحين
ولا يحظى أكثر من 1,2 مليون نازح بحسب الأرقام الرسمية بمأوى في المراكز الحكومية المخصصة لاستقبال النازحين، إذ إن نحو 200 ألف فقط مسجلون في مراكز الإيواء التي بلغ تعدادها 1020 مركًزا، ينتشر معظمها في محافظتي بيروت وجبل لبنان.
ويحاول أكثر من مليون نازح تدبر أمورهم، من خلال استئجار منزل لمن لديه القدرة المالية منهم، خاصة مع الارتفاع الكبير في الإيجارات، أو اللجوء إلى منزل قريب أو صديق.
وفي هذا الإطار، رصدت كاميرا التلفزيون العربي الأوضاع داخل أحد مراكز النزوح في العاصمة بيروت، حيث أكد النازحون أنهم يعانون من صعوبات عدة جراء نقص المستلزمات الأساسية للحياة.
وقالت إحدى النازحات: "نتمنى الاهتمام بهذا المبنى، لما يضم من عدد كبير من الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، نطالب فقط بتوفير المستلزمات اليومية لا شيء أكثر من ذلك".
من جهتها تعترف الحكومة بأن التحديات تتجاوز إمكاناتها في إيواء النازحين ورعايتهم اجتماعيًا وصحيًا.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي، أوضح وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فراس الأبيض، أن الموضوع الأساسي في البلاد ليس فقط الخطة الحكومية، بل تكامل ما بين القطاعين الحكومي والخاص وكذلك الجمعيات غير الحكومية، مضيفًا أن تعاون هذه الجهات يجعلنا نجد حلولًا لملف النازحين.
وإلى جانب الجهود الحكومية يبرز دور جمعيات ومنظمات محلية ودولية في توفير بعض الخدمات للنازحين.
وقبل الحرب، مر لبنان بأزمات اقتصادية واجتماعية أنهكته، فيما تنتظر الحكومة مزيدًا من المساعدات الدولية لمواجهة واحدة من أكبر موجات النزوح في تاريخ البلاد.
ويأمل النازحون أن تضع الحرب أوزارها قبل أن يطرق الصقيع أبواب مراكز النزوح وتحل بينهم أمراض الشتاء، في ظل انقطاع الكهرباء وشح مستلزمات وتجهيزات التدفئة، حسب مراسل التلفزيون العربي في بيروت صابر أيوب.