أصدر رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، مساء أمس الأحد، قرارًا بإنهاء تكليف وزراء الخارجية حسين عوض، والإعلام جراهام عبد القادر، والأوقاف أسامة أحمد، وتعيين بدلاء عنهم، وسط حرب مستعرة في البلاد منذ أكثر من عام ونصف.
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وتسبّبت، وفق الأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
ومنذ الإطاحة بالحكومة المدنية في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، يسمّى الوزراء بالتكليف. وعقب اندلاع الحرب، انتقلت الحكومة المكوّنة من 15 وزيرًا إلى العاصمة المؤقتة في بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في شرق البلاد التي ظلت بمنأى عن الحرب.
الوزراء الجدد
ونشر مجلس السيادة الانتقالي على صفحته على "فيسبوك" مساء الأحد اعتماد رئيسه الفريق عبد الفتاح البرهان قرارات مجلس الوزراء الانتقالي بإنهاء تكليف وزراء الخارجية والإعلام والشؤون الدينية والأوقاف، وتكليف آخرين بدلًا عنهم، بالإضافة إلى تكليف وزير بحقيبة التجارة والتموين. ولم يقدّم المجلس أسبابًا لهذا التغيير الحكومي.
واعتمد البرهان قرارًا "بإنهاء تكليف السفير حسين عوض علي بمهام وزير الخارجية، واعتماد تكليف السفير علي يوسف الشريف بمهام وزير الخارجية". وجاءت إقالة عوض بعد قرابة سبعة أشهر فقط من تعيينه وزيرًا للخارجية. والشريف دبلوماسي متقاعد سبق أن عمل سفيرًا للسودان في الصين وجنوب إفريقيا.
كما اعتمد البرهان قرارًا "بإنهاء تكليف جراهام عبد القادر بمهام وزير الثقافة والإعلام واعتماد تكليف خالد علي الأعيسر"، وهو صحافي ومقدّم برامج تلفزيونية مقيم في لندن، بدلًا عنه.
وتضمّن التغيير الحكومي تكليف عمر بانفير بحقيبة التجارة والتموين خلفًا لوزير التجارة السابق الفاتح عبد الله يوسف المقال في يوليو/ تموز الماضي. كما كلّف عمر بخيت وزيرًا للشؤون الدينية والأوقاف بدلًا من أسامة حسن محمد.
أزمة إنسانية متفاقمة
ويأتي التغيير الحكومي في وقت يشهد فيه السودان تصاعدًا في العنف، مع اشتداد المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في ولايتي الجزيرة وشمال دارفور على وجه الخصوص.
وأظهر تعداد لوكالة "فرانس برس" استنادًا إلى مصادر طبية وناشطين، مقتل 200 شخص على الأقل في الجزيرة الشهر الماضي. فيما ذكرت الأمم المتحدة أنّ القتال أدى إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص. وإجمالًا، شرّدت الحرب أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة.
وسبق لطرفي النزاع أن أجريا جولات من المباحثات في مدينة جدة السعودية تمّ الاتفاق خلالها على السماح بدخول المساعدات، من دون الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.