منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومشهد المظاهرات في بريطانيا يتكرر بشكل شبه يومي تقريبًا، متصدرًا الموجة العالمية التي نشهدها هذه الأيام في تأييد حقوق الشعب الفلسطيني، ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وامتد مشهد التضامن ليشمل جامعات بريطانية، نادى طلابها بإنهاء ما سمّوه تواطؤ الجامعات البريطانية مع الحرب الإسرائيلية على غزة، وتوسعت رقعة التضامن لتشمل انتفاضة المجالس المحلية البريطانية لإعادة تقييم ممارساتها الاستثمارية.
بين هذا كله، كان التضامن الفردي والتضحيات الشخصية حاضرة أيضًا. فليزي غرينوود (ناشطة بريطانية) أطلقت احتجاجًا فرديًا قويًا عبر إضراب عن الطعام دخل يومه التاسع عشر، لإيصال رسالتها إلى الحكومة البريطانية، وهي إيقاف تمويل وتسليح المملكة المتحدة لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وتعتبر ليزي من أوائل المشاركين في الدفاع عن القضية الفلسطينية بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وترى أن إضراب الجوع الذي تخوضه هو تعبير عن التزامها بالقضية الفلسطينية واستعدادها للموت من أجل ذلك.
وأثار إضراب ليزي تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، وعلق الناشط لوركان سميث قائلًا: "فتاة شجاعة. لدى حكومة المملكة المتحدة القدرة على إنقاذ حياتها وحياة آلاف الفلسطينيين، فهل لدى الحكومة هذا القدر من الإنسانية؟".
متضامنون مع ليزي
أما الكاتب وصانع المحتوى ويليام دالريمبل فكتب أن "ما تفعله هذه الشابة أمر شجاع جدًا ومؤثر جدًا، ما يحدث أمر مخزٍ للغاية ويجعل جميع البريطانيين متواطئين".
وقالت ثمينة: "تظهر ليزي غرينوود على أنها ذكية، وذات مبادئ وإنسانة رائعة من جميع النواحي. أنا أحترم نواياها، ولكنني أعاني من إيذاء النفس كاحتجاج. فتوجيه النداءات الأخلاقية إلى مرتكبي الإبادة الجماعية لا يجدي نفعًا لأنك لا تستطيع أن تُخجل من لا حياء له كي يتصرف بأخلاق".
وعبّر فرات أوجار عن تقديره للعمل الذي تقوم به ليزي نيابة عن الإنسانية بحسب وصفه، ويقول: "أتمنى أن تنال مطالبها قبل أن تفقد حياتها".
مفاجأة إحدى شركات الاتصالات
وبالإضافة إلى إضراب ليزي، تبنت شركات بريطانية كبرى موقفًا سياسيًا داعمًا للقضية الفلسطينية، ومنها شركة الاتصالات البريطانية الشهيرة "إي إي" التي أرسلت إلى إحدى عميلاتها الإسرائيليات رسالة نصية، فور وصولها إلى إسرائيل، تقول: "مرحبًا بكم في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتضمنت الرسالة كذلك أسعار المكالمات والرسائل النصية وخدمات الإنترنت.
وعبّرت العميلة الإسرائيلية عن صدمتها من تلقيها تلك الرسالة، وهددت باتخاذ إجراء قانوني، ونشرت نص الرسالة مع تعليقها: "هل من المعقول تلقي هذه الرسالة؟، أود أن أعرف ما إذا كان الآخرون قد تلقوا رسائل مماثلة؟".
وأثارت رسائل شركة الاتصالات البريطانية غضبًا داخل المجتمعات الإسرائيلية، وهي ليست الواقعة الأولى من نوعها لشركة "إي إي"، إذ سبق أن نشرت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 منشورًا على فيسبوك ومنصة إكس تعرض فيه توفير مكالمات ورسائل مجانية بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقا لموقع "واللا" الإسرائيلي.