الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أبقت على حصاره.. إسرائيل تنسحب من داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة

أبقت على حصاره.. إسرائيل تنسحب من داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة

شارك القصة

اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي بينما كان المجمع يضم مرضى ومصابين ونازحين
اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي بينما كان المجمع يضم مرضى ومصابين ونازحين - رويترز
اعتبرت حماس زعم الاحتلال عثوره على أسلحة وعتاد في مجمع الشفاء الطبي مسرحية هزيلة، وما هو إلا استمرار للكذب لإعطاء مبرر لجريمته الرامية لتدمير القطاع الصحي.

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء، من داخل مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد اقتحامه منذ فجر اليوم، فيما أبقت على حصاره، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وفجر الأربعاء، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، بينما كان المجمع يضم مرضى ومصابين ونازحين، إضافة إلى ازدحام ساحته الخارجية بعشرات جثث شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقالت "وفا": إن "قوات الاحتلال انسحبت بشكل كامل من داخل كافة مباني المستشفى وساحاته، فيما مازالت تحاصره عبر الدبابات، والقناصة المنتشرة على المباني المحيطة به، إضافة إلى الطائرات المسيرة التي تحلق فوقه بشكل دائم".

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال كانت قد اقتحمت مبنيي الجراحات الجديد والطوارئ اللذين يتواجد فيهما المرضى والطواقم الطبية، وقاموا بتفتيش المباني داخل المجمع، إضافة إلى الأقسام، مبينة أن عمليات الاقتحام لأقسام المستشفى كانت تتم بالتدرج، وأن جيش الاحتلال فجَر أبوابًا داخلية بين الأقسام، وطلب من جميع المتواجدين في المجمع الطبي التجمع بوسط ساحته الشرقية.

وأضافت "وفا"، أن دبابات الاحتلال مازالت تتمركز في محيط المجمع، وقصفت بعدة قذائف مناطق قريب منه،  مشددة الحصار الخانق عليه .

انتشار القناصة حول مجمع الشفاء

من جهته، أكد الطبيب بمجمع الشفاء الطبي أحمد مخللاتي أن "لا تواصل مع الأقسام الأخرى في المستشفى بسب انتشار القناصة".

وقال مخلاتي في حديث إلى "العربي": من يحاول إصلاح أي عطل داخل المستشفى يستهدفه الاحتلال مباشرة.

وكان قصف إسرائيلي أصاب في وقت سابق الأربعاء غرف المرضى بمجمع الشفاء الطبي جراء استهداف قسم عناية الشرايين التاجية في المستشفى بقذيفة دبابة، فيما اعتبرت حركة حماس أن زعم الاحتلال عثوره على أسلحة بمستشفى الشفاء غرب مدينة غزة "مسرحية هزيلة"

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة اليوم الأربعاء في بيان مقتضب بأن "قوات الاحتلال تستهدف بقذيفة دبابة عناية الشرايين التاجية والقصف يصيب غرف المرضى بمجمع الشفاء الطبي".

وأضافت: "القصف الإسرائيلي يؤدي إلى أضرار بقسم الجراحات التخصصي بمجمع الشفاء الطبي".

"مسرحية هزيلة"

من جانبها، اعتبرت حركة حماس اليوم الأربعاء أن زعم الجيش الإسرائيلي عثوره على أسلحة بمستشفى الشفاء غرب مدينة غزة "مسرحية هزيلة".

جاء ذلك في بيان مقتضب نشرته الحركة على "تلغرام" ردًا على بيان للجيش الإسرائيلي قال فيه إنه اقتحم مجمعًا محددًا "توجد حوله معلومات استخبارية تشير إلى وجود أعمال لحماس، وبناء على ضرورة عملياتية".

وورد في بيان حماس أن "زعم الاحتلال الصهيوني عثوره على أسلحة وعتاد في مجمع الشفاء الطبي، ما هو إلا استمرار للكذب والدعاية الرخيصة التي يحاول من خلالها إعطاء مبرّر لجريمته الرامية لتدمير القطاع الصحي في غزّة".

وأضافت الحركة أن تلك المزاعم "هي نفسها الدعاية التافهة التي ساقها أثناء اقتحامه مستشفى الرنتيسي للأطفال، حيث يقوم الاحتلال بوضع أسلحة في المكان، ونسج مسرحية هزيلة لم تعد تنطلي على أحد".

وقالت "حماس" في بيانها: "كرّرنا أكثر من مرة ومنذ أسبوعين دعوتنا للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتشكيل لجنة دولية للاطلاع على أوضاع المستشفيات والوقوف على كذب رواية الاحتلال وادعاءاته الباطلة، لأننا ندرك مستوى الكذب والتضليل الذي يسوقه الاحتلال، للتغطية على جرائمه بحقّ الأطفال والنساء والمدنيين العزل".

وفي وقت سابق الأربعاء، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إنه "لا مؤشرات" على وجود أسرى إسرائيليين بمستشفى الشفاء، رغم أن الجيش ادعى على مدى أسابيع وجود أسرى إسرائيليين فيه.

ومنذ أيام، يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لقصف إسرائيلي وحصار، بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين"، وهو ما تنفيه مرارًا حركة "حماس" والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة.

جريمة حرب

من جانبه، اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اقتحام مجمع الشفاء جريمة حرب وجريمة ضد الأخلاق وضد الإنسانية، محمّلًا الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي والولايات المتحدة كامل المسؤولية عن سلامة وحياة الطواقم الطبية والجرحى، والمرضى، والأطفال الخدج، والنازحين.

وأكّد المكتب الإعلامي بأن الأكاذيب الإسرائيلية التي يروجها الاحتلال عن وجود "ممرات آمنة" هي مجرد دعاية قذرة وادعاءات ليس لها أساس من الصحة.

ونقل المكتب أن جيش الاحتلال قام "بإعدام وبشكل ميداني ومباشر للعديد من العائلات التي حاولت الخروج من مستشفى الشفاء وأقعوا أكثر من 30 شهيدًا وعشرات الإصابات ضمن هذه الادعاءات التي يقولون إنها ممرات آمنة، وبالتالي هي ممرات موت وقتل وليست ممرات آمنة".

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي وغيره من المستشفيات في قطاع غزة، منتقدةً الفشل الدولي في حماية المدنيين الفلسطينيين ومنازلهم والانعكاس المباشر لازدواجية المعايير الذي اعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف.

وأوضحت الوزارة في بيان صدر اليوم الأربعاء أن اقتحامات مستشفيات غزة يشكل امتدادًا لمجمل الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية والآلاف من المرضى والجرحى والأطفال، بمن فيهم الخدج، والنازحون المتواجدون في المجمع، وطالبت بتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية لهم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close