باتت يوميات الحرب على غزة سجلًا للحظات الألم الإنساني بشتى أنواعه، وقد لا تكون المقاطع التي وثقتها عدسات الكاميرات في أعقاب مجزرة النصيرات التي نفذها الاحتلال السبت المشاهد الدامية الأخيرة.
فقد عكس مقطع فيديو متداول لأب فلسطيني يودع طفله الذي استشهد في المجزرة ألم الفقد الذي بات أمرًا يوميًا في غزة.
وداع مؤثر
وظهر الأب الذي يحمل ابنه بين ذراعيه وهو يتخذ وضعية القرفصاء ويسند جسده إلى حائط بينما تسيل الدماء بين قدميه.
وبدا الأب وهو يتهرب من النظر لأبنه الذي لم يتعد الأعوام الخمسة. ثم ينظر إليه بغصة وحرقة ودمعة ويخاطبه مودعًا: "عز.. أبوك يسلّم عليك كثير السلام ويحبك".
وقد تداول الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي هذا المقطع المصور على نطاق واسع. كما شارك ناشطون صورة الأب وهو يحتضن الطفل.
أمل جديد
كما شارك المستخدمون مقطعًا آخر يحبس الأنفاس لأب فلسطيني وهو يحمل طفله الذي ظن أنه قد استًشهد ليتبين بعد ذلك أنه لا يزال على قيد الحياة.
فالوالد كان يهم بوضع طفله بجوار جثمان شقيقته التي استشهدت في مجزرة النصيرات، لكن الطفل حرّك يده فجأة، فصرخ الأب "فيه نفس.. عايش"، وركض مسرعًا به إلى المستشفى.
وذيل الناشطون منشوراتهم المنددة بالمجزرة بوسم "مجزرة النصيرات".
والسبت، استشهد 210 فلسطينيين وأصيب أكثر من 400 آخرين في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات بغزة.