يعاني مليار شخص حول العالم من أحد أنواع الإعاقة، يعيش خُمسهم في حالات متفاقمة من المرض، وفق البنك الدولي.
وفي كثير من الأحيان، يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى أدوات خاصة تسهل عليهم أمورهم اليومية.
لكن اللافت أنه غالبًا ما ينتهي الأمر بالأدوات التي يتم اختراعها للأشخاص ذوي الإعاقة، بأن تتحول لمنتجات أساسية لكل الناس.
إليكم أبرز الأدوات التي نستخدمها بشكل يومي، لكنها صنعت في الأساس لذوي الإعاقة.
1. الآلة الكاتبة / لوحة المفاتيح
من منا لا يستخدم لوحة المفاتيح في عمله وفي وقت فراغه أو حتى خلال تصفح هاتفه؟
إلا أنّ هذا الواقع لم يكن الحال دائمًا، فقد قرر المخترع الإيطالي بيليغرينو توري، اختراع الآلة الكاتبة كون صديقته الكونتيسة كارولينا فانتوني دا فيفيزانو كفيفة، ولم يكن بإمكانها كتابة الرسائل بخط اليد.
لذلك، طوّر توري عام 1608، أول مجسم للآلة الكاتبة، والذي تضمن مفاتيح وأذرعًا معدنية بأحرف بارزة، كما اخترع أيضًا ورق الكربون كوسيلة لتوفير الحبر للآلة.
ومع مرور الوقت والتقدم العلمي، تحولت الآلة الكاتبة إلى لوحة مفاتيح الكمبيوتر الأساسية بحياتنا.
2. فرشاة الأسنان الكهربائية
مما لا شكّ فيه أن نظافة الأسنان مهمة للجميع، لكن الأشخاص ذوي المهارات الحركية المحدودة كافحوا حقًا لسنوات للحفاظ على صحة فمهم.
فعام 1954، اختُرعت فرشاة الأسنان الكهربائية Broxodent لمساعدة الأشخاص ذوي القوة المحدودة، على القيام بعمل أفضل في تنظيف الأسنان بالفرشاة.
وسرعان ما انتشرت هذه الآلة الجديدة في الأسواق على أنها أفضل من الفرشاة العادية، واليوم يشجع معظم أطباء الأسنان الجميع على استخدامها.
ووجدت دراسة أجريت عام 2019، أن الأشخاص الذين يستخدمون الإصدارات الكهربائية من فراشي الأسنان، يحافظون على أسنانهم لفترة أطول.
3. تطبيقات التعرف على الصوت
إذا كنتم من مستخدمي "أليكسا" أو أي مساعد صوتي آخر مثل "سيري" أو حتى تتبعون التوجيهات الشفهية على تطبيق GPS الخاص بكم، فأنتم إذًا تعتمدون على تقنية تحويل الكلام إلى نص أو ميزة التعرف على الصوت.
إلا أن أحد أسباب اختراع هذه التقنية كان بالأساس لمنح الأشخاص الذين لا يستطيعون الكتابة فرصة لترجمة أفكارهم وكلماتهم على الأجهزة الذكية.
ورغم أنها تعد ميزة حديثة، إلا أن هذه التقنية تم ابتكارها لأول مرة في التسعينيات لمساعدة المستخدمين على إنشاء مستندات مكتوبة وحفظها، وفتحها بأصواتهم فقط، بحسب موقع "هاو ستاف ووركس".
وفي وقت لاحق، تم إنشاء إصدارات مشابهة خاصة للأشخاص الذين يعملون في قاعات المحاكم.
4. "الفيدجيت سبينر"
تحوّلت لعبة "الفيدجيت سبينر" إلى ظاهرة عالمية عام 2017، حيث كانت اللعبة المفضلة عند الأطفال في تلك المرحلة.
فـ"الفيدجيت سبينر"، هي جهاز به ثلاث شفرات على شكل مجداف حول دائرة مع محامل في المنتصف، يقوم المستخدم بتحريكها، حيث يساهم دورانها في تسليته وتهدئته نفسيًا، وحتى رفع نسبة التركيز لديه.
ووفق "الغارديان"، اخترعت المهندسة كاثرين هيتنغر في الأصل هذه اللعبة كأداة للترفيه عن ابنتها البالغة من العمر 7 سنوات عام 1993، لكنها لم تحافظ على براءة اختراع هذا الجهاز لأنها لم تكن تملك ما يكفي من المال لمواصلة تجديدها.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ المصنعون في الترويج لهذه الأداة كوسيلة لمساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، واضطرابات القلق.
5.قشة الشرب القابلة للطي
على الرغم من أن قشة الشرب المستقيمة كانت بحد ذاتها ابتكارًا مميزًا عام 1888، إلا أنها أخذت شكلًا مختلفًا في ثلاثينيات القرن الماضي عندما قام رجل يدعى جوزيف فريدمان من كاليفورنيا بتعديل التصميم لجعلها أكثر انحناءً في الجزء العلوي.
جاءت هذه الفكرة، وفق موقع "هاو ستاف ووركس"، عندما لاحظ فريدمان عدم قدرة ابنته الصغيرة على الاستمتاع بمشروبها الغازي أثناء استخدام القشة العادية المستقيمة.
وعليه، قرر وضع برغي داخل القشة المستقيمة وربطها من الخارج ببعض خيطان تنظيف الأسنان لخلق تأثير مموج، وبعد نزع الخيط والبرغي، صارت المصاصة مرنة قابلة للطي.
وسجل فريدمان اختراعه هذا عام 1937، على الرغم من أن هذه الأداة المنحنية لم يتم إنشاؤها في الأصل للأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن المستشفيات تبنت هذا الابتكار لأنه كان مفيدًا للمرضى الذين يعانون في شرب الماء من الفراش.