الأحد 15 Sep / September 2024

أرقام كارثية لتلوث التربة.. الاحتلال يدمر القطاع الزراعي في غزة

أرقام كارثية لتلوث التربة.. الاحتلال يدمر القطاع الزراعي في غزة

شارك القصة

فقرة من برنامج "شبابيك" تسلط الضوء على أزمة الإنتاج الزراعي في قطاع غزة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي (الصورة: غيتي)
يعد تدمير القطاع الزراعي هدفًا أساسيًا للاحتلال، من أجل إخضاع الفلسطينيين وحرمانهم من الاستفادة من مواردهم.

يعاني مزارعو قطاع غزة من تراجع في إنتاجية الأراضي الزراعية بخاصة بعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة التي كبدتهم خسائر مادية كبيرة، واستنزفت مواردهم المختلفة.

ولم تعد إنتاجية الأرض كما كانت بالنسبة للمزارع وائل وهدان شمالي غزة، فالاحتلال الذي استهدف الأراضي الزراعية بشكل ممنهج خلال عملياته العسكرية على القطاع، كبدته والمزارعين الآخرين خسائر مباشرة وغير مباشرة، تركت آثارها على المدى البعيد.

ويشرح وهدان معاناته لـ"العربي"، حيث تتحرك التربة من مكانها بحال حصول قصف، وتصبح بحاجة إلى تصليحات وأعمال مختلفة من تسميد وبذور جديدة كون خصوبتها تكون على السطح، وهو أمر مكلف.

نسب تلوث قياسية

وكشفت سلطة جودة البيئة في غزة، أن نسبة التلوث في الأراضي الزراعية بعد فحصٍ للتربة، تجاوزت الحدود المسموح بها عالميًا وهو الأمر الذي يشكل خطورة على السلسلة الغذائية للمواطنين.

وفي هذا الإطار، قال بهاء الأغا مدير سلطة جودة البيئة في غزة: "وجدنا أن هناك نسبة كبيرة من المعادن الثقيلة التي تلوثت بها الأراضي الزراعية، بعضها كان تركيزها 40 ضعف النسبة المسموح بها في الأرض".

وتعددت أشكال الانتهاكات بالنسبة للمزارعين بخاصة قرب السياج الحدودي، فقد عمل الاحتلال على إبعادهم تارة بمصادرة مساحات من أراضيهم، وتارة باستهدافهم واستنزافهم ماديًا. في تدمير ممنهج للقطاع الزراعي أجل إخضاع الفلسطينيين وحرمانهم من الاستفادة من مواردهم.

كوارث صحية تحدق بقطاع غزة

ومن غزة، يؤكد مدير اتحاد لجان العمل الزراعي الفلسطيني سعد الدين زيادة أن الأراضي الزراعية في القطاع يتم استهدافها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقذائف والطيران والمدفعية وحتى برش المواد الكيميائية، ما يؤدي إلى تلوث التربة الزراعية والمنتوجات والمحاصيل.

وحذّر بالتالي من "كوارث قادمة" على الصحة العامة في القطاع، ولا سيما وأن التلوث يطال المياه الجوفية ما قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة وحالات تسمم قد ينتج عنها وفيات، بسبب المواد الثقيلة والسامة التي تتسرب إلى باطن الأرض.

وعن المعايير المتبعة لرصد الأراضي المتضررة وتقييم خطورة التلوث، ينقل زيادة وجود إشكالية في عمليات فحص التربة وذلك أن معظم المختبرات والمعامل الموجودة في غزة، لا تستطيع الكشف عن العدد الفعلي للمعادن والملوثات.

ويضيف في حديث مع "العربي": "بشكل عام معظم الأراضي تتم زراعتها ما يخلق تخوفًا.. نحن نلحظ في قطاع غزة أن هناك بعض الأمراض التي تصيب السكان ومنها السرطان حيث يعزو بعض الخبراء السبب إلى وجود ملوثات في الغذاء الذي نستهلكه وقد تكون ناتجةً عن الاستهدافات الإسرائيلية".

هل من حلول لأزمة تلوث التربة؟

لذلك، يرى مدير اتحاد لجان العمل الزراعي الفلسطيني أنه من الضروري وضع حد للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومحاسبة الاحتلال على استخدامه للقنابل والصواريخ المحرمة دوليًا، والتي تحمل مواد كيميائية كالفسفور الأبيض.

كما طالب زيادة بأن يكون هناك دور دولي فاعل للمؤسسات الدولية، عبر المساعدة في أخذ عينات من التربة والمياه وفحصها للكشف عن المواد التي لا تستطيع المختبرات المحلية رصدها، بهدف وضع خطط واضحة للعمل على تجنب المزيد الأخطار والتخلص من الملوثات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close