الخميس 5 Sep / September 2024

أزمات عدة تهدد المكتسبات.. ظاهرة زواج الأطفال تتراجع لكن بوتيرة بطيئة

أزمات عدة تهدد المكتسبات.. ظاهرة زواج الأطفال تتراجع لكن بوتيرة بطيئة

شارك القصة

نقاش سابق في "شبابيك" يضيء على ظاهرة زواج الأطفال، وتحديدًا على مستوى الأبعاد القانونية والاجتماعية والنفسية (الصورة: غيتي)
على الرغم من تراجع معدلات زواج الأطفال إلا أن ذلك يتم بوتيرة بطيئة وقد يحتاج الأمر لأكثر من 300 سنة للقضاء على الظاهرة، وفقًا لتقرير صادر عن اليونيسف.

كشف تقرير صادر عن "اليونيسف"، اليوم الأربعاء، عن تواصل تراجع زواج الأطفال والفتيات على وجه الخصوص في العقد الأخير في العالم لكن بوتيرة بطيئة للغاية.

لكنّ المنظمة حذرت في التقرير من أنّ القضاء على هذه الظاهرة سيستغرق أكثر من 300 سنة إذا ظلّت الأمور على حالها.

وأوضحت المعدة الأساسية للتقرير كلوديا كابا: "لقد أحرزنا بلا شك تقدمًا على صعيد التخلي عن ممارسة زواج الأطفال، خصوصًا في العقد الماضي، لكن هذا التقدم ليس كافيًا".

وأضافت: "إذا استمر العالم بنفس الوتيرة، فسيستغرق الأمر 300 عام حتى تقضي آخر دولة في العالم على زواج الأطفال".

لكن كلوديا كابا لفتت إلى أنّ "هذه الزيجات تتعلّق أساسًا بالفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 و17 عامًا".

وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إلى أنه "رغم التراجع المستمر في معدلات زواج الأطفال في العقد الأخير، ثمّة أزمات عديدة تهدد بتراجع المكتسبات التي تحققت بشقّ الأنفس في هذا المجال، بما في ذلك النزاعات والصدمات المناخية والتأثيرات الجارية لجائحة كوفيد-19".

"طالبات مدارس لا زوجات"

وأضاف التقرير أنه "يتعيّن أن يكون التراجع العالمي أسرع بـ20 ضعفًا لتحقيق هدف التنمية المستدامة بإنهاء زواج الأطفال بحلول عام 2030".

ونقل عن المديرة التنفيذية للمنظمة التابعة للأمم المتّحدة كاثرين راسل قولها إنّ "العالم غارق في أزمات فوق الأزمات القائمة التي تحبط آمال الأطفال المستضعفين وأحلامهم، ولا سيما البنات اللاتي يجب أن يكن طالبات على مقاعد الدراسة وليس عرائس".

وأضافت: "علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لضمان حقوق الأطفال بالتعليم وبحياة قائمة على التمكين".

وحذّر التقرير من أنّ "الأزمتين الصحية والاقتصادية، وتصاعد النزاعات المسلّحة، والتأثيرات المدمّرة لتغيّر المناخ، تجبر الأسر على السعي إلى ملاذ زائف من خلال زواج الأطفال".

ولفت التقرير إلى أنّ تداعيات جائحة كوفيد-19 "أدّت إلى تقليص عدد الحالات التي كان يمكن تجنّبها في مجال زواج الأطفال بمقدار الرُبع منذ العام 2020".

ووفق التقرير فإنّ "640 مليون بنت وامرأة يعشن اليوم تزوّجن أثناء طفولتهن، أو 12 مليون بنت سنويًا".

وأضاف أنّ "نسبة الشابات اللاتي تزوّجن في مرحلة الطفولة تراجعت من 21 في المئة إلى 19 في المئة منذ إصدار آخر تقديرات قبل خمس سنوات".

وحذّر التقرير من أنّ "منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى — والتي توجد فيها ثاني أكبر حصة من المجموع العالمي للعرائس الطفلات (20 في المئة) — تحتاج إلى أكثر من 200 سنة لإنهاء هذه الممارسة بحسب المعدل الحالي للتقدم".

كذلك ووفقًا للتقرير فإنّ "منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي أخذت تتخلّف عن الركب أيضًا، وهي على مسار سيجعل معدل زواج الأطفال فيها ثاني أعلى معدل إقليمي في العالم بحلول عام 2030".

تبعات زواج الأطفال تمتد لمدى الحياة

وفي مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، فقد "توقف التقدم فيها بعد فترات من التقدّم المستمرّ"، بحسب اليونيسف.

أما منطقة جنوب آسيا فهي، بحسب التقرير، "تواصل دفع التقليص العالمي لظاهرة زواج الأطفال وهي على مسار إنهاء هذه الظاهرة بعد حوالى 55 سنة".

لكن، مع ذلك، "تظل المنطقة موطنًا لحوالى نصف (45 %) العرائس الطفلات في العالم".

ونوّه التقرير إلى أنّ الهند التي "حققت تقدمًا قياسيًا في العقود الأخيرة، ما زال يوجد فيها حوالى ثلث المجموع العالمي" من زيجات الأطفال.

وحذّرت اليونيسف من أنّ "البنات اللاتي يتزوجن في مرحلة الطفولة يواجهن تبعات مباشرة وأخرى تمتد مدى الحياة، وتكون الأرجحية أقل أن يبقين في المدارس، كما يواجهن خطرًا أكبر بالحمل المبكر الذي يزيد بدوره خطر المضاعفات الصحية والوفيات بين الأطفال والأمهات".

إلى ذلك "يمكن أن تؤدي هذه الممارسة إلى عزل البنات عن أسرهن وصديقاتهن واستبعادهن عن المشاركة في مجتمعاتهن المحلية مما يتسبب بأضرار كبيرة على صحتهن وعافيتهن العقليتين".

وشدّدت راسل على وجوب "أن نركز على إبقاء البنات في المدارس وأن نضمن توفير فرص اقتصادية لهنّ".

تابع القراءة
المصادر:
العربي- أ ف ب
Close