رفع لبنان يوم الجمعة أسعار البنزين بنحو 38% وذلك للمرة الثالثة خلال شهرين بالتزامن مع دخول العشرات من الشاحنات المحملة بالنفط الإيراني إلى البلد الذي يشهد وضعًا اقتصاديًا صعبًا.
وتأتي تلك الخطوات في إطار مسار رفع الدعم تدريجيًا عن الوقود ونضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان المركزي.
وفيما اعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي دخول الشاحنات المحملة بالنفط الإيراني "انتهاكًا لسيادة لبنان"، استُقبلت صهاريج النفط بالقذائف والرصاص "ابتهاجًا" عند وصولها معبر "حوش السيد علي"، الذي يعد أحد أكبر المعابر غير الشرعية مع سوريا.
ودخل 80 صهريجًا، يوم الخميس، بسعة 4 ملايين ليتر الأراضي اللبنانية، في إطار الدفعة الأولى من النفط الإيراني على أن تُخزن في منطقة بعلبك تمهيدًا لتوزيعها وفقًا لآلية حددها حزب الله.
"استثمار في وجع اللبنانيين"
وفي هذا الإطار، يرى المحلل السياسي من حزب القوات اللبنانية طوني أبي نجم، أنّ حزب الله يستثمر في "وجع اللبنانيين" عبر شحنات النفط الإيراني.
ويقول لـ"العربي" من بيروت: إنّ حزب الله يريد تحقيق أرباح من سوق النفط، والدخول باعتباره شريكًا "مضاربًا" في هذا الملف.
ظرف حكومي استثنائي
ومن جانبه يعتبر الباحث الاقتصادي ناجي صفير أن الحكومة اللبنانية الجديدة تعرف أنها مقبلة على "ظرف استثنائي" على الصعيد الاقتصادي.
ويؤكد في حديث لـ"العربي" من بيروت، أن الحكومة لديها الكثير من المطبات في المجالين السياسي والاقتصادي فيما يخص ملفات الكهرباء والدواء والتقلب اليومي لسعر الدولار، بالإضافة إلى معاشات الموظفين.
ويرى صفير أن هناك تخبطًا داخل حكومة ميقاتي و"ضبابية" في تصريحات الوزراء حول الرؤية الاقتصادية.
ويقول: "الحل الوحيد لدى الحكومة الآن هو تأمين الاستقرار السياسي، الذي بدوره سيؤدي إلى انخفاض سعر الدولار".
ويضيف: أن "زيادة المعاشات حسب ما جاء في البيان الوزاري للحكومة يعد أكبر خطأ".
ويوضح الباحث الاقتصادي اللبناني أن العمل على ضبط سعر الدولار من شأنه جعل السعر يتجه نحو الهبوط، وأن هذا الأمر لا يتم من دون تحقيق الاستقرار السياسي والأمني.
