أزمة السودان.. كيف تؤثر وتتأثر بدول الجوار؟

مع تعمّق الاقتتال الداخلي في السودان وضبابية المشهد في البلاد في ظل استمرار حالة الاحتراب، تطفو على السطح أسئلة عدة بشأن تأثر البلاد بدول الجوار إضافة إلى إمكانية انعكاس الأزمة على هذه الدول المجاورة.

وتحد السودان سبع دول هي مصر من الشمال وليبيا من الشمال الغربي وتشاد في الغرب وجمهورية إفريقيا الوسطى من الجنوب الغربي وجنوب السودان من الجنوب الشرقي وإريتريا من الشرق وإثيوبيا من الجنوب الغربي.

تحديات أمنية يفرضها الواقع الجغرافي

كانت حدود السودان مع سبع دول وما زالت ترتب على الخرطوم تحديات عدة أبرزها على الصعيد الأمني. فمن الصعب السيطرة بشكل كامل على هذه الحدود لاسيما مع وجود فصائل مسلحة قربها وقبائل بأنسجة اجتماعية متشابهة تتعدى صلاتها الحدود الجغرافية. 

وفي هذا السياق، كانت تشاد أول دولة حدودية مع السودان تتخذ إجراءات احترازية حيال الأحداث في جارتها، إذ أعلنت إغلاق حدودها مع السودان البالغ طولها أكثر من 1400 كيلومتر وذلك حتى إشعار آخر. 

دور فاعل لمصر

أمّا مصر التي لعبت دورًا كبيرًا في خضم الأزمة السودانية خلال السنوات التي تلت إسقاط حكم عمر البشير واستضافت رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مرات عدة، فتتجه الأنظار إليها نظرًا إلى تأثيرها على مجريات الأحداث الحالية في السودان. 

وفي السياق، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اتصال مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تطلعه للدور الفاعل والمحوري لمصر في ما يتعلّق بدعم المسار الانتقالي في السودان، في وقت عرضت فيه القاهرة وجنوب السودان وساطتهما لإنهاء الاقتتال الداخلي في السودان. 

تأثير إثيوبيا في الأزمة السودانية

أمّا إثيوبيا المنضوية مع السودان في نزاعات حدودية هي أيضًا طرف فاعل ومؤثر في الأزمة السودانية، إذ يتمتع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بعلاقات جيدة مع القادة الإثيوبيين. وقد زار حميدتي أديس أبابا في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي والتقى برئيس الوزراء آبي أحمد.

ويشكل ملف سد النهضة أيضًا من أبرز الأوراق المبعثرة بفعل الاقتتال الداخلي في السودان، إذ أن الفوضى هناك ستضعف الموقف السوداني حيال الملف. كما ستشتت جهود التنسيق بين القاهرة والخرطوم للضغط على أديس أبابا.

وتتمتع دولة الإمارات العربية أيضًا بعلاقات جيدة مع قائد قوات الدعم السريع، فهي قادرة وفق مراقبين، على لعب دور فعّال لإنهاء الاقتتال الداخلي في السودان.