الجمعة 13 Sep / September 2024

اشتباكات السودان.. كيف تُقرأ وما هي انعكاساتها؟

اشتباكات السودان.. كيف تُقرأ وما هي انعكاساتها؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "تقدير موقف" تناقش خلفيات وتداعيات الاشتباكات في السودان (الصورة: الأناضول)
تأتي الاشتباكات في السودان في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش.

على وقع تبادل الاتهامات بين قوات الدعم السريع والجيش، التي يشرف عليها كل من محمد حمدان دقلو (حميدتي) وعبد الفتاح البرهان انفجر الاحتقان واشتعلت الاشتباكات في السودان.

فقد تبادل الجيش وقوات "الدعم السريع" اتهامات ببدء كل منهما هجومًا على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما، فيما وصف الجيش "الدعم السريع" بـ"المتمردة"، في خلاف بدأ بتحريك الأخيرة لقواتها نحو عدة مدن سودانية دون إذن من قيادة المؤسسة العسكرية.

اشتباكات مسلحة

وشهدت العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى اشتباكات مسلحة متواصلة خلفت أضرارًا كبيرة وضحايا بالمئات بين قتلى وجرحى. وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش. وأدى الخلاف حول الجدول الزمني لذلك إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوى السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية بعد الانقلاب العسكري في عام 2021.

وفي غضون ذلك، كثفت دول مجاورة ومنظمات إقليمية كثفت جهودها لإنهاء العنف. وشمل ذلك عرضًا من مصر للوساطة، كما أعلنت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيغاد) أنها تعتزم إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي إلى السودان في أسرع وقت ممكن لإجراء مصالحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

غياب المؤسسات 

وفي هذا الإطار، يوضح عميد كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة في معهد الدوحة حامد التجاني علي أن السودان لم يتجه إلى بناء المؤسسات في إطار التحول الديمقراطي لأن القوى السياسية اعتمدت أجندة تتمثل بمحاولة الاستحواذ على السلطة والمحاصصات الحزبية.

وأشار في حديث إلى "العربي" من الدوحة إلى أن المنظومة السياسية المدنية في السودان كانت تفتش عن حاضنة عسكرية، لافتًا إلى أن قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي ونظرًا إلى تأثيرهم المحدود داخل المجتمع لم يكن أمامهم سوى البحث عن حاضنة عسكرية تحميهم.

ولفت التجاني علي إلى أنه وأمام هذا الواقع أقنعت قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي حميدتي بإنشاء "جيش مواز" ليوفر لها الحماية ويؤمن استمراريتها لسنوات طويلة مقبلة، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وقال: "كان من الواضح جدًا أن هذه المسالة لا يمكن أن تمر، فحتى لو قبلت قيادة الجيش بهذا الأمر لا يمكن للجيش كمؤسسة القبول بوجود جيشين موازيين".

وأضاف أن "قوات الدعم السريع عابرة للقارات وتضم جنسيات متعددة وعلاقات خارجية، وتتمتع باستقلال مالي وإداري، وتمارس الابتزاز السياسي". 

دور الاتفاق الإطاري

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي ضياء الدين بلال أن التحالفات التي كانت قائمة في السودان هي التي أنتجت الواقع المعقد الحالي.

ولفت في حديث إلى "العربي" من العاصمة القطرية الدوحة إلى أن قوات الدعم السريع استفادت من وثيقة تعطيها سندًا سياسيًا من قبل قوى الحرية والتغيير (في إشارة إلى الاتفاق الإطاري) لفرض معادلة جديدة.

واعتبر أن التعقيدات التي تشهدها الساحة السودانية حاليًا هي نتيجة لهذه الوثيقة، لافتًا إلى أن قوى الحرية والتغيير أرادت استثمار قوات الدعم السريع في المعادلة السياسية. 

مسؤولية قوى الحرية والتغيير

ومن جانبها، تعارض الباحثة في دراسات السلام وحقوق الإنسان سعاد مصطفى فكرة أن الحرية والتغيير أرادت لها حاضنة عسكرية. وفي حديث إلى "العربي" من مانشستر، ألقت باللوم على قوى الحرية والتغيير في الوضع الذي وصلت إليها الأمور في السودان. وقالت: "قبل أن تصل الثورة إلى نهاياتها قامت مركزية الحرية والتغيير بتسليم هذه الثورة للجيش" وأخرجت الوثيقة الدستورية، حيث كان الدعم السريع موجود في نفس شكله الحالي. 

وتلفت مصطفى إلى أن البرهان أسهم بتكوين قوات الدعم السريع وأصبحت هذه القوات جزءًا من المكونات العسكرية بموجب الوثيقة الدستورية.

وترى أن هذه القوات أصبحت من الوحدات الأساسية للمؤسسة العسكرية من دون أن يتحدد دورها.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close