يُعتبر النظام الغذائي أكبر تهديد للتنوع البيولوجي وأحد أسوأ العوامل المتحركة لأزمة المناخ. هذا ما أثبتته دراسة أنتجت خرائط رقمية توضح الضغط الذي يمارسه نظام الغذاء العالمي على البيئة والمناخ.
وتعاون باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا مع 16 عالمًا من جامعتي ليدز وكاليفورنيا وخلصوا إلى أن هناك الكثير من الأطعمة المختلفة على هذا الكوكب ذات عواقب بيئية.
ومن خلال اكتساب فهم أكثر للتأثيرات السلبية، يمكن للإنسان تحقيق إنتاج غذائي أكثر كفاءة بيئيًا مما يؤدي إلى حماية ما حوله والمساعدة في ضمان حصوله على ما يكفي من الغذاء لسكان العالم بحسب الدراسة التي أظهرت أيضًا أن خمس دول وهي الصين والهند وأميركا والبرازيل وباكستان ثمثل ما يقرب من نصف التأثير العالمي من إنتاج الغذاء.
وتابع الباحثون دورة حياة الطعام بأكملها بدءًا من زراعة الحبوب إلى ولادة الحيوانات وطعامها ونقلها وانتهاء بأكلها من قبل الإنسان لمعرفة التأثير البيئي الإجمالي وفوجئوا بمدى تنوع البصمة الإنتاجية لنفس المنتج في مختلف البلدان.
النظام الغذائي العالمي أكبر تهديد للتنوع البيولوجي والمناخ.. كيف ذلك؟ #صباح_جديد تقرير: بهية مارديني pic.twitter.com/Y1GTDYXQYo
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 19, 2022
الخيار الأكثر صداقة للبيئة
وأظهرت الدراسة أن 90% من إجمالي إنتاج الغذاء يتم على مساحة 10% من مساحة العالم. وبشكل عام يبقى الطعام المُنتج محليًا هو الخيار الأكثر صداقة للبيئة.
وتكمن ميزة هذه الدراسة في أن مجموعة البحث قد نظرت في الأنواع الرئيسة للضغط الذي يمارسه إنتاج الغذاء على البيئة من تأثير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستهلاك المياه وتدمير الموائل والتلوث.
وفي هذا السياق، يشير الخبير البيئي داني العبيد إلى أن نسبة التلوث في عملية الإنتاج الزراعي في حد ذاتها لا تتعدى 20%، ولكن الإشكالية تأتي في ما بعد الزراعة مثل القطف والتبريد والنقل والطبخ.
ويقول العبيد في حديث إلى "العربي" من بيروت: إن آخر الدراسات تقول إن الناس بحاجة إلى كرة أرضية ثانية من أجل تأمين الغذاء الكافي لثمانية مليار هم عدد سكان العالم.
ويوضح الخبير البيئي أهمية التصرف الشخصي بداية من العودة إلى إنتاج كميات صغيرة من الغذاء التي كنا معتادين على إنتاجها في السابق وفي أماكن محددة يمكن توفيرها في بعض الأحياء.