أظهرت أرقام قياسات الأقمار الاصطناعية لوكالة الفضاء الأوروبية، أنه في الفترة ما بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول الماضيين، كانت درجة حرارة المياه قبالة شمال إفريقيا وجنوبي غرب أوروبا أعلى من المتوسط اليومي لعامي 1985 من القرن الماضي و2005 بدرجة تتراوح بين 2 و5 درجات مئوية.
وبحلول سبتمبر/ أيلول، كانت الأسماك والرخويات تموت جماعيًا في مياه البحر المتوسط قبالة فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، فيما تكاثرت الأنواع البحرية الغازية مثل السلطعون الأزرق خلال العقد الأخير بسبب الاحترار.
ومع ارتفاع درجة حرارة العالم، من المتوقع أن تصبح موجات الحر البحرية أكثر تواترًا، وفقًا للجنة الحكومة الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة.
ولا يعد السلطعون الأزرق النوع الوحيد الذي يغزو مياه البحر المتوسط، فقد دخل ما يقرب من ألف نوع غريب البحر الآن، بحسب تقرير صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة.
بحر صغير ومغلق
وأكدت المتخصصة في البيئة والمناخ، ديالا الحسيني، أن ارتفاع درجات الحرارة فاقم الوضع سوءًا في البحر المتوسط، وهو ما يؤثر على جميع الكائنات البحرية، مشيرة إلى أن حرارة المياه فيه سترتفع في نهاية العقد من 3 إلى 6 درجات.
وأضافت الحسيني في حديث إلى "العربي" من فيينا، أن هذه التغيرات في الحرارة ستساهم في ازدياد الكائنات الغازية التي تجد في المياه الدافئة مكانًا لها، كما ستؤدي إلى نفوق الكائنات البحرية الموجودة أو هجرتها إلى أماكن أخرى.
وأشارت إلى أن ارتفاع في حرارة الكوكب سيزيد من سخونة مياه البحر المتوسط لأنه يعد مغلقًا وصغير الحجم، إذ ترتفع درجة حرارته أكثر بـ 20% من باقي بحار ومحيطات العالم.
واعتبرت الحسيني أن الحل الأول والأخير لهذه المشكلة، هو تمويل الدول النامية لتستطيع التكيف مع التغير المناخي والبدء في إيجاد حلول لهذه الأزمة البيئية.