الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"أزمة المناطيد".. هل تُشعل الحرب بين أميركا والصين؟

"أزمة المناطيد".. هل تُشعل الحرب بين أميركا والصين؟

شارك القصة

ناقش برنامج "للخبر بقية" "أزمة المناطيد" بين الولايات المتحدة والصين (الصورة: تويتر)
تأتي الحادثة لتُعيد الجهود الهادفة إلى تخفيض التوتر بين القوتين إلى الوراء؛ فالمناطيد بدت وكأنها زادت أزمة جديدة بين البلدين، تُضاف لقضية تايوان.

صعّدت واقعة المناطيد من الردود الأميركية تجاه بكين، وبلغت ذروتها مع إرجاء زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المقررة إلى الصين، فيما قال المتحدث باسم البنتاغون: إن كل الاحتمالات المتعلّقة بإمكانات استخدام المنطاد الصيني ما زالت قيد الدراسة.

كما نسبت وسائل إعلام لمسؤول عسكري أميركي قوله: إن الهدف من تحليق المنطاد في الأجواء الأميركية هو التجسّس، لأن مساره كان فوق مواقع حسّاسة.

ورفضت الصين الاتهام الأميركي، حيث قالت وزارة خارجيتها: إن بكين لم تنتهك أراضيَ ومجال أي دولة ذات سيادة، مشيرة إلى أن المنطاد يُستخدم لأغراض مدنية وأنه انحرف إلى الأجواء الأميركية من دون قصد، متهمة السياسيين والإعلام في واشنطن باستخدام الحادثة ذريعة لمهاجمة الصين، وتشويه سمعتها.

لكن بكين حاولت التخفيف من حدة التوتر عبر حثها على المعالجة الهادئة للجدال حول المنطاد الصيني.

وتأتي الحادثة لتُعيد الجهود الهادفة إلى تخفيض التوتر بين القوتين إلى الوراء. فالمناطيد بدت وكأنها زادت أزمة جديدة بين البلدين، تُضاف إلى قضية جزيرة تايوان.

ولعلّ الأيام المقبلة كفيلة برسم شكل التطورات الدراماتيكية على صعيد التوتر بين واشنطن وبكين.

فهل سيتعمّق التوتر بشكل أكثر خطورة بين واشنطن وبكين؟ وهل تفتح المناطيد الباب أمام شكل جديد من أشكال الحروب الدولية؟

هدف سياسي

في هذا السياق، اعتبر أستاذ الدبلوماسية والدراسات الدفاعية الدكتور إبراهيم اسعيدي أن السياق الأمني لحادثة المنطاد يدخل في إطار الحرب الرقمية، وجمع البيانات والتجسّس، مؤكدًا أن المنطاد ذو هدف سياسي لا تجسّسي ولا علمي.

وقال اسعيدي، في حديث إلى "العربي" من لوسيل: هناك روايتان متناقضتان، فالولايات المتحدة تؤكد أنه لأهداف تجسّسية رغم أنها تُدرك أن فائدته محدودة من الناحية التقنية والفنية.

وأضاف أن ادعاء الصين أن المنطاد أهدافه علمية، يندرج في إطار سياق إقليمي للردّ على ما تعتبره بكين نوعًا من الاستفزازات أو السياسات الأميركية التي تسعى إلى تطويق الصين في شرق آسيا.

وأوضح أن الصين تسعى من إطلاق هذا المنطاد، إلى تأكيد قدرتها على استعمال هذه التكنولوجيا وإحداث نوع من الخلافات داخل الطبقة السياسية الأميركية.

خطوة غير ذكية

بدوره، رأى أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسي الأميركي السابق ويليام لورانس أن ردّ فعل الإدارة الأميركية تجاه حادثة المنطاد كان دقيقًا ومحددًا وغير مبالغ فيه لناحية عدم إسقاط المنطاد، بل اتخذت قرارًا بتأجيل زيارة بلينكن إلى الصين.

وأشار لورانس، في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى وجود مداولات داخل الكونغرس، ومعلومات استخباراتية، ترى أنه لا داعي لإلغاء زيارة بلينكن.

واعتبر أن الخطوة الصينية بغضّ النظر عن هدفها، "لم تكن ذكية"، بل تدخل ضمن سياق دولي أكبر من زيارة بلينكن إلى الصين.

ورأى أن الحلّ لهذه الأزمة يكون بتحسين التواصل بين البلدين.

قدرات أكبر

من جهته، أوضح نائب رئيس جامعة "سوتشو" الصينية فيكتور جاو أن الأمر الواضح هو أن الحكومة الصينية اعترفت أن المنطاد صيني الصنع، معتذرة عن أنه انحرف عن مساره.

وأوضح جاو، في حديث إلى "العربي" من بكين، أن الصين تمتلك قدرات أكثر تعقيدًا، على غرار الأقمار الصناعية القادرة على مسح الأرض بشكل كامل، في حال أرادت التجسّس على أي دولة.

ولفت إلى أنه بغضّ النظر عن التضارب في الروايتين، على البلدين التعاون والحوار من أجل حلّ هذه الأزمة بشكل سلمي، وألا يثيرا المزيد من التوتر بينهما.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close