السبت 16 نوفمبر / November 2024

أزياء مبتكرة صديقة للبيئة.. تعرّفوا على "الموضة الدائرية"

أزياء مبتكرة صديقة للبيئة.. تعرّفوا على "الموضة الدائرية"

شارك القصة

"العربي" يلقي الضوء على أهمية "الموضة الدائرية" (الصورة: غيتي)
تهدف الموضة الدائرية إلى ابتكار ملابس جميلة ومريحة وصديقة للبيئة بعيدًا عن هوس التسوّق.

بعيدًا عن هوس التسوّق، يبرز مصطلح "الموضة الدائرية" الذي يرمز إلى الشراء بقدر الحاجة للارتداء وبأسلوب صديق للبيئة، يحّد من أضرار صناعة الملابس على البيئة.

فمن أبرز مقتضياته، الاحتفاظ بالملابس والإكسسوارات لأطول مدة ممكنة، عبر انتقالها من المستهلك الأول إلى مستهلك آخر وصولًا إلى التخلص منها بأساليب تحافظ على البيئة.

وتتم هذه العملية التي تعرف أيضًا باسم "الموضة المستدامة"، في نهاية عمر الثوب الأول وإعادة استخدام نسيجه بطريقة جديدة، ومبتكرة، وصديقة للبيئة، وهي أفضل طريقة لإعادة التدوير.

كما تهدف "الموضة الدائرية" إلى ابتكار ملابس مريحة وجميلة، وقبل كل ذلك صديقة للبيئة، لذلك ينادي أنصار هذه الموضة بعدم الإفراط في كميات إنتاج الملابس وذلك للحد من نفايات التصنيع قدر الإمكان.

أضرار صناعة الملابس 

ووفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، يوجد 72 مادة كيميائية سامة في المياه المستخدمة في صباغة المنسوجات، فيما ينتهي أكثر من 80% من الملابس المنتجة بمكبات النفايات حيث تتخلل أو تحرق.

لكن في أثناء عمل تحلل الملابس، تنبعث كميات كبيرة من الكربون والغازات السامة في الغلاف الجوي للأرض، بحيث تسهم صناعة الأزياء بنحو 10% من الإجمالي العالمي لانبعاثات الغازات السامة المسببة للاحتباس الحراري.

كذلك، تعدّ صناعة الملابس مسؤولة عن نحو 20% من مياه الصرف عالميًا، إلى جانب استهلاكها الكبير للطاقة.

تلويث هائل 

في هذا الإطار، يؤكد حسان التليلي المتخصص في قضايا البيئة والتنمية المستدامة، أن صناعة الملابس والمنسوجات هي ثاني صناعة ملوّثة في العالم بعد الصناعة المرتبطة بالوقود الأحفوري.

ويوضح المتخصص في حديث مع "العربي" من باريس، أن التلويث الذي تتسبب به الصناعة يأخذ أشكال عدّة، أبرزها الصباغة المستخدمة في الصناعة وما تحتويه من مواد كيميائية خطرة على الصحة البشرية، والمياه، والأراضي الزراعية.

ويتطرق التليلي كذلك، إلى أن حبيبات بلاستيكية دقيقة تنبعث من الملابس المصنوعة بشكل خاص من مواد اصطناعية، وتدخل إلى المياه ثم تتسرب إلى البحر عبر الأنهار قبل أن تعود إلى الإنسان عبر السلسلة الغذائية.

من جهة أخرى، يشدد المتخصص في قضايا البيئة على أن هذه الصناعة ليست صديقة للبيئة لأنها مسرفة في استخدام المياه، إذ يكلّف صنع قميص واحد فقط على سبيل المثال حوالي 2000 أو 3000 ليتر.

ويردف: "السروال المصنّع يقطع في بعض الأحيان مسافة 65 ألف كيلومتر قبل أن يصل إلى الشاري، إذ يصنع جزء منه في بلد والجزء الثاني في بلد آخر بينما تكون عملية تركيبه في بلد ثالث مثلًا، ما يعني استهلاك كميات هائلة من الطاقة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي