كشفت دراسة حديثة، أن الأكياس القابلة للتحول إلى سماد، والتي غالبًا ما يتم وصفها بأنها "صديقة للبيئة"، لها ما يقرب من ضعف تأثير الاحتباس الحراري للبلاستيك التقليدي، وأربعة أضعاف تأثير الورق.
وأوضح المهندس البيئي اللبناني، زياد أبي شاكر في حديث إلى "العربي"، أن الأكياس المعنية في الدراسة، هي تلك المصنوعة من نشويات الخضار لاسيما الذرة، وهي أكياس تزيد قيمتها على ثلاثة أضعاف الأكياس البلاسيتيكة التقليدية، مؤكدًا أن الدراسة أثبتت أن تحللها ليس بتلك البساطة التي تم الترويج لها بالسابق.
وكانت الدراسة الصادرة عن شركة "سورس فول" البريطانية، قد أكدت، أن الأكياس القابلة للتحويل إلى سماد لا يمكن أن تتحلل بشكل صحيح، إلا في ظل درجات حرارة عالية داخل مصانع معالجة خاصة، حيث يتم التخلص منها في الغالب ضمن النفايات العامة، قبل إرسالها إلى المكبات حيث تطلق غاز الميثان.
خطة واضحة لإعادة التدوير
وأشار أبي شاكر إلى ملاحظة مهمة تكمن في أن السبب الرئيسي لصناعة تلك الأكياس، يعود لعدم وجود تدوير كاف للأكياس التقليدية، معتبرًا أن هذه الخطوة تكشف سياسات خاطئة تعتمدها بعض الدول في تلك المقاربة، وهو ما يعد التفافًا على انتهاج بنية تحتية صحيحة لتدوير الأكياس التقليدية.
وشدد أبي شاكر على ضرورة اعتماد الحكومات خطة واضحة لإعادة التدوير، وهي البديل الوحيد البيئي المناسب، كما أنها تساهم بخلق فرص توظيف محلية، وتحرك العجلة الاقتصادية. وبين المهندس البيئي خلال مداخلته مدى فداحة نتائج تصنيع تلك الأكياس من نشاء الذرة، على حساب أزمة غذائية عالمية قائمة.
ونصح أبو شاكر هواة التبضع، بالاستعانة بأكياس القماش الواسعة، والتي قد تستعمل لأكثر من مرة، إضافة لضرورة وجود ضغوطات شعبية على البلديات في عملية تدوير النفايات، والاستفادة منها، وإلى ضرورة إشاعة الوعي في العالم العربي على أن النفايات هي مورد أولًا وأخيرًا.
يذكر أن الباحثين في الدراسة، وجدوا أن العبوات القابلة للتحويل إلى سماد تنتج 227 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيس في المتوسط، مقارنة بـ118 غرامًا في المتوسط للبلاستيك التقليدي، وهو ما يعد الضعف تقريبًا.