تشكّل منتجات البلاستيك المصنوعة من مادة "البولي إيثيلين" (Polyethylene plastics)، ومنها العبوات، والأكياس، ومواد التعبئة والتغليف، ثلث سوق البلاستيك حول العالم.
ويصعب إعادة تدوير هذه المنتجات وتفكيكها. وباستخدام التقنيات الحالية، يتمّ إعادة تدوير حوالي 14% فقط من أصل أكثر من 100 مليون طن سنويًا من هذه المخلّفات حول العالم، وهو ما يؤدي إلى أضرار بيئية فادحة.
غير أن فريق باحثين من جامعة كاليفورنيا ومختبر لورانس بيركلي الوطني (مختبر بيركلي)، تمكّن من التوصّل إلى آلية لتحسين إعادة تدوير هذا النوع من المخلّفات، واستخدامها في إنتاج أشياء مفيدة، وبالتالي الحد من انتشارها في البيئة، وتقليل التلوّث.
وتستخدم هذه الآلية محفّزات متعددة من معادن الإيريديوم، والبلاتين، والقصدير، والزنك، والبالاديوم، لتحويل هذه المخلفات إلى مادة "البروبيلين"، وهي مادة أولية تُستخدم لصنع أنواع أخرى من البلاستيك عالي القيمة، مثل القرطاسية، ومكبّرات الصوت، وقطع السيارات، وصناديق الحاويات وغيرها.
واستخدم الباحثون مجموعة متنوّعة من مخلفات بلاستيك "متعدد الإيثيلين"، بما في ذلك عبوات الحليب الشفّافة، وعبوات الشامبو، ومواد التعبئة والتغليف، والأغطية البلاستيكية السوداء الصلبة الشائعة الاستخدام مع علب الألمنيوم.
وأظهرت النتائج أن مجموعة المحفّزات حولّت 80% من مخلفات هذا النوع من البلاستيك إلى مادة بروبيلين المفيدة.
وشرح جون هارتويغ الباحث المشارك في الدراسة أن هذه العملية تستخدم جميع أنواع منتجات متعدّد الإيثيلين، وتحويلها إلى منتجات رئيسية يرتفع الطلب على شرائها في الأسواق على غرار المواد اللاصقة.
وحذّر الصندوق العالمي للطبيعة، من أن التلوث البلاستيكي في محيطات العالم يمكن أن يتضاعف أربع مرات بحلول 2050.
وقال جمال الموسى الباحث المتخصّص في البيئة والمناخ في حديث سابق إلى "العربي": إن أزمة التلوّث البلاستيكي بدأت منذ عام 2016 والتي كانت 11 مليون طن، وستزيد إلى ثلاثة أضعاف عام 2040.
وأشار إلى ضرورة وضع ضوابط واتفاقيات تقلل من استخدام المواد البلاستيكية التي لها مخاطر كبيرة.