سلّط التوتر الأخير بين القوات الأميركية والفصائل الموالية لإيران في سوريا، الضوء على نشاط هذه المجموعات التابعة لواشنطن في البلاد منذ عام 2015.
ويوجد حوالي 900 جندي أميركي في سوريا، إلى جانب عدد غير معروف من المتعاقدين.
وتتحرّك قوات العمليات الخاصة الأميركية داخل سوريا وخارجها، ولكنها عادة ما تكون في فرق صغيرة، ولا يتمّ تضمينها في الإحصاء الرسمي.
ما هي أسباب وجود القوات الأميركية في سوريا؟
تعمل هذه القوات على منع عودة "تنظيم الدولة" الذي اجتاح العراق وسوريا عام 2014، وسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي.
وبحلول عام 2019، أعلن الجيش الأميركي تدمير "تنظيم الدولة"، لكن فلوله لا تزال تشكل تهديدًا، بما في ذلك حوالي 10 آلاف مقاتل محتجزين في مراكز احتجاز في سوريا، وعشرات الآلاف من أفراد عائلاتهم الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين.
وتقدّم القوات الأميركية المشورة والمساعدة لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، بما في ذلك تأمين مرافق الاحتجاز، كما أنها تنفّذ مهام مكافحة الإرهاب ضد "تنظيم الدولة" وغيره من المسلّحين التابعين لتنظيم "القاعدة"، وشنّ ضربات على الفصائل الموالية لإيران التي تهاجم المنشآت الأميركية بشكل دوري.
مناطق نفوذ #واشنطن و #طهران في شرق #سوريا 👇 pic.twitter.com/4GK6Pqkhwb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 24, 2023
ومنذ هزيمة "تنظيم الدولة"، كان النفوذ السياسي لطهران وقوة الفصائل الموالية لها في جميع أنحاء المنطقة، مصدر قلق أمني للولايات المتحدة.
ومن شأن وجود القوات الأميركية في سوريا، أن يجعل من الصعب على إيران نقل الأسلحة إلى لبنان، لاستخدامها من قبل وكلائها، بما في ذلك "حزب الله" ضد إسرائيل.
على سبيل المثال، تقع قاعدة التنف في جنوب شرق سوريا، على طريق حيوي يمكن أن يربط الفصائل الموالية لإيران، ويمتدّ من طهران وصولًا إلى جنوب لبنان. لذلك يمكن للقوات في القاعدة الأميركية تعطيل ما يمكن أن يكون جسرًا بريًا لإيران إلى شرق البحر المتوسط.
وتقع محافظة دير الزور الغنية بالنفط في شرق سوريا، وشهدت الكثير من الضربات الأميركية على طول هذا الطريق الإستراتيجي.
وتنتشر القوات الحكومية السورية والفصائل الموالية لإيران على الضفة الغربية لنهر الفرات في دير الزور، بينما تدعم القوات الأميركية حلفاءها "قوات سوريا الديمقراطية" على طول الضفة الشرقية.
هل تتمتّع القوات الأميركية بالحماية؟
تحافظ الولايات المتحدة على الأمن في جميع قواعدها، لكنها ترفض تقديم الكثير من التفاصيل حول الإجراءات المتخذة.
وردًا على سؤال حول المعلومات التي تُفيد بأن أحد الرادارات في قاعدة "القرية الخضراء" في سوريا والتي تعرّضت لقصف بالصواريخ، لا يعمل، قال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر إنه لا توجد فجوة كاملة في قدرات الرادار.
لكن المسيّرات الإيرانية تمثّل تهديدًا خطيرًا ومتزايدًا في سوريا.
وقال القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال إريك كوريلا، في حديث أمام الكونغرس، إنّ طهران تصنع طائرات بدون طيار متطوّرة بشكل متزايد، ولديها الآن ترسانة أسلحة تتراوح من أنظمة صغيرة قصيرة المدى إلى منصات هجومية طويلة المدى أحادية الاتجاه.
ضربات سابقة
في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وقعت واحدة من أكثر المواجهات دموية بين الولايات المتحدة والفصائل الموالية لإيران في العراق وسوريا، عندما قتلت ضربات عسكرية أميركية 25 مقاتلًا وأصابت آخرين من فصائل "كتائب حزب الله" العراقية المدعومة من إيران.
بتوجيهات مباشرة من #بايدن.. الجيش الأميركي ينفذ ضربات جوية على مواقع مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني في #سوريا تقرير: هاني عدس pic.twitter.com/W0V7okzj7p
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 24, 2022
وقالت الولايات المتحدة إن الضربة جاءت ردًا على مقتل متعاقد أميركي في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية، ألقت باللوم فيه على الجماعة.
وفي أغسطس/ آب 2022، نفّذت الولايات المتحدة ضربات استهدفت الفصائل المُوالية لإيران في محافظة دير الزور.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية حينها إن الهجمات كانت تهدف إلى بعث رسالة إلى إيران التي لامتها واشنطن في عدد من الهجمات بطائرات مسيّرة، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف.
كما تعرّضت تلك القاعدة للقصف بثلاث طائرات مسيّرة انتحارية في يناير/ كانون الثاني، ما أدى إلى إصابة اثنين من مقاتلي المعارضة السورية.
كما قصفت إسرائيل أهدافًا إيرانية في شرق سوريا، رغم أنها نادرًا ما تعلن مسؤوليتها عن ذلك. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استهدفت غارات جوية شاحنات صهاريج عبرت من العراق إلى شرق سوريا.