أبقت منظمة البلدان المنتجة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، اليوم الإثنين، على استراتيجيتها القاضية بزيادة متواضعة لإنتاج النفط في حدود 400 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
جاء ذلك في ختام قمة خاطفة عقدت عبر الفيديو لكبار منتجي أوبك، حيث تعرضت البلدان المصدرة للنفط لضغوط من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة والهند لزيادة الإمدادات من أجل تهدئة ارتفاع الأسعار التي زادت بنسبة 50% هذا العام.
وقال بيان صادر عن المجموعة: "نظرًا للأساسيات الحالية لسوق النفط، أكد أوبك+ التعديل التصاعدي للإنتاج الشهري الإجمالي البالغ 400 ألف برميل يوميا لنوفمبر/ تشرين الثاني".
كما اتفق أعضاء المجموعة على الاجتماع مجددًا في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني.
واتفقت المجموعة في يوليو/ تموز الماضي على زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميًا كل شهر حتى أبريل/ نيسان 2022 على الأقل، للتخلص تدريجيًا من تخفيضات تبلغ 5.8 ملايين برميل يوميًا.
"استقرار السوق والإمدادات"
في سياق متصل، اعتبر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن قرار مجموعة أوبك بلاس لكبار منتجي النفط زيادة إنتاجهم المجمع بـ 400 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/ تشرين الثاني سيساعد على استقرار السوق.
ومن جهته، قال وزير النفط الكويتي محمد الفارس: إنّ قرارات أوبك+ تستهدف تحقيق استقرار وأمن الإمدادات.
وأضاف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية أنّ لهذه القرارات آثار إيجابية، مشيرًا إلى أن المجموعة "كانت تتوخى الحذر فيما يتعلق باستراتيجية رفع الإنتاج وسط تحديات أسواق النفط.
وأوضح أن نصيب الكويت من إجمالي الزيادة المقررة في الإنتاج حسب الاتفاق 27 ألف برميل يوميا لشهر نوفمبر 2021.
رد فعل الأسواق
وعلى الفور، ردت الأسواق التي كانت تأمل في تسارع لوتيرة الإنتاج، بقوة على هذا القرار، فقد ارتفعت أسعار الخامين المرجعيين على ضفتي المحيط الأطلسي، نفط غرب تكساس الوسيط الأميركي وبرنت بحر الشمال، لفترة بنسبة تزيد على 3%.
وقد بلغت الأسعار 78,38 دولارًا و82 دولارًا على التوالي، لتعود إلى ذروات لم تسجل منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 ونوفمبر/ تشرين الثاني 2018 على التوالي.
إعادة النظر في البرنامج
يعتقد محللون في مجموعة مورغان ستانلي أن عتبة 80 دولارًا للبرميل تشكل مدخلًا إلى منطقة "تدمير للطلب".
وكان وزير النفط العراقي إحسان إسماعيل تحدث في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية في سبتمبر/ أيلول؛ عن سعر يشكل هدفًا يتراوح حول سبعين دولارًا. لكن مجموعة غولدمان ساكس تتوقع ارتفاع سعر برميل برنت إلى تسعين دولارًا بحلول نهاية العام.
وكان مراقبون توقعوا أن يفكر الكارتل -الذي اختار حتى الآن زيادة حذرة في الإنتاج الإجمالي بمقدار 400 ألف برميل يوميًا- في زيادة أكبر في الإنتاج.
وعلى كل حال، هذه هي الدعوة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أغسطس/ آب، عندما أوضح مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان أن التحالف لا يبذل جهدا "كافيًا".
وقال بيارن شيلدروب، المحلل في مجموعة "أس آي بي" اليوم الإثنين: إنّه في الوضع الحالي للسوق "لم يعد بإمكان أوبك+ الادعاء بأنها تعمل على استقرار سوق النفط العالمية".
وأضاف: "لا يمكن تجاهل الفوضى الحالية في الأسواق العالمية للفحم والغاز الطبيعي"، مؤكدًا أن "كبح إمدادات النفط الآن يفاقم جروح المستهلكين العالميين".
بين الإرادة وإمكان تحقيقها
ومع اقتراب موعد القمة، رأى الأمين العام لأوبك محمد باركيندو أن الاستراتيجية الحالية ملائمة، معتبرًا أنها تساعد على "تلبية الارتفاع التدريجي للطلب" من دون الوقوع في "فائض العرض".
وأوضح في الوقت نفسه أن سياسة "أوبك+" قد "ساهمت في إزالة المخزونات الفائضة في السوق"، ما يوحي بأنه تم تحقيق الهدف وأن مرحلة جديدة يمكن أن تبدأ.