الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

"أسوأ جفاف" منذ 1200 عام.. دولتان أوروبيتان تُعانيان من تغيّر المناخ

"أسوأ جفاف" منذ 1200 عام.. دولتان أوروبيتان تُعانيان من تغيّر المناخ

شارك القصة

تقرير (أغسطس 2021) عن الحرائق التي ضربت إسبانيا وقضت على 23 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية (الصورة: رويترز)
كان مايو/ أيار الماضي "الأكثر سخونة على الإطلاق" في إسبانيا. وأودت حرائق الغابات بحياة العشرات في المنطقة عام 2017.

تعاني إسبانيا والبرتغال من أسوأ جفاف منذ نحو 1200 عام، وهو ما قد يتسّبب بتداعيات خطيرة على إنتاج الغذاء والسياحة.

ففي السنوات الأخيرة، تعرّضت شبه الجزيرة الأيبيرية لموجات حر وجفاف متزايدة. وكان مايو/ أيار الماضي "الأكثر سخونة على الإطلاق" في إسبانيا.

والعام الماضي، قضت الحرائق الواسعة على 23 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية في إسبانيا. وأودت حرائق الغابات بحياة العشرات في المنطقة عام 2017، وقد جاءت في أعقاب موجة حر زادت احتمالية حدوثها 10 مرات بسبب تغيّر المناخ، في حين أن نهر تاغوس، الأطول في المنطقة، معرّض لخطر الجفاف تمامًا، وفقًا لدعاة حماية البيئة.

وتهطل معظم الأمطار في شبه الجزيرة الأيبيرية خلال الشتاء، عبر ما يُعرف بنظام "الضغط المنخفض" الرطب من المحيط الأطلسي، لكن نظام "الضغط العالي" قبالة الساحل، والذي يُطلق عليه اسم "جزر الأزور المرتفعة"، يمكنه منع الطقس الرطب.

ووجد الباحثون، في البحث الذي نشرته مجلة "نايتشر جيو ساينس"، أن فصول الشتاء عبر نظام الضغط العالي قد زادت بشكل كبير، من فصل شتاء واحد كل 10 فصول قبل عام 1850، إلى فصل شتاء واحد كل أربعة فصول منذ عام 1980. كما تدفع هذه الظواهر المتطرفة أيضًا الطقس الرطب شمالًا، مما يزيد من احتمالية هطول الأمطار في شمال المملكة المتحدة والدول الاسكندنافية.

وأضاف الباحثون أن الارتفاع الملحوظ بعدد فصول الشتاء عبر نظام الضغط العالي لا يمكن إلا أن يكون بسبب أزمة المناخ الناجمة عن انبعاثات الكربون البشرية".

تداعيات كبيرة

وقالت كارولين أومنهوفر، من معهد "وودز هول" لعلوم المحيطات في الولايات المتحدة، وهي جزء من فريق البحث: "إن ارتفاع عدد فصول الشتاء عبر نظام الضغط العالي في السنوات الـ100 الماضية، هو حقًا غير مسبوق عندما ننظر إلى السنوات الألف الماضية".

وأضافت أن "هذه الزيادة لها تداعيات كبيرة، لأنها تعني ظروفًا جافة نسبيًا لشبه الجزيرة الأيبيرية والبحر الأبيض المتوسط"، مضيفة أنه "يمكننا أيضًا ربط هذه الزيادة بشكل قاطع بالانبعاثات البشرية".

وحلّل البحث الجديد بيانات الطقس التي تعود إلى عام 1850، بالإضافة إلى "نماذج الكمبيوتر" التي تظهر بيانات حول المناخ حتى عام 850 بعد الميلاد. ووجدت الدراسة أنه قبل عام 1850، لم تكن هناك انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري البشرية.

من عام 1850 إلى عام 1980، كانت تردّد نظام "الضغط العالي" مرة واحدة كل سبع سنوات؛ ولكن بعد عام 1980، ارتفع هذا إلى كل أربع سنوات. وأظهرت البيانات أن ارتفاعات جزر الأزور الكبيرة للغاية تخفّض متوسط هطول الأمطار الشهري في الشتاء بنحو الثلث. وتظهر المزيد من البيانات من التحليل الكيميائي للصواعد في الكهوف في البرتغال أن انخفاض هطول الأمطار يرتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع جزر الأزور الكبيرة.

ومن المتوقّع أن يستمر ارتفاع جبال الأزور، مما يزيد من الجفاف في شبه الجزيرة الأيبيرية، حتى يؤدي الكربون العالمي إلى خفض الانبعاثات إلى صافي الصفر.

وأكدت أومنهوفر أن "النتائج التي توصّلنا إليها لها آثار كبيرة على موارد المياه المتوافرة للزراعة وغيرها من الصناعات كثيفة الاستخدام للمياه، وعلى السياحة. وهذا لا يبشر بخير".

واحتلّت إسبانيا المرتبة الثانية بين الدول الأكثر شعبية للسياح الأجانب عام 2019، حيث استضافت 84 مليون زائر.

وتعدّ إسبانيا أكبر منتج للزيتون في العالم ومصدرًا رئيسًا للعنب والبرتقال والطماطم وغيرها من المنتجات الزراعية. لكن هطول الأمطار انخفض بمقدار 5-10 ملم سنويًا منذ عام 1950، مع توقّع انخفاض إضافي بنسبة 10-20% في أمطار الشتاء بحلول نهاية القرن.

وتوقّعت أبحاث أخرى انخفاضًا بنسبة 30% في إنتاج الزيتون في جنوب إسبانيا بحلول عام 2100، وانخفاض في مناطق زراعة العنب عبر شبه الجزيرة الأيبيرية بنسبة 25% إلى 99% بحلول عام 2050، بسبب النقص الحاد في المياه. وربطت الأبحاث التي أُجريت عام 2021، ارتفاع جزر الأزور بالرياح الموسمية الصيفية في الهند.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close