رغم الجدل المتواصل حول مسلسل "الدامة" منذ بداية عرضه على التلفزيون الوطني الجزائري في شهر رمضان، إلا أنه لا يزال يحظى بأعلى نسب مشاهدة حسب الأرقام.
والنقاد إن اختلفوا بشأنه، إلا أنهم يتفقون على أن الفن البنّاء ليس مرآة عاكسة للواقع، بل يحاكيه بما يضمن الفرجة والمتعة للمشاهدين.
وكانت غزارة الأعمال الدرامية والكوميدية هذا العام جعلت الوسط الفني يستبشر خيرًا بنقد بنّاء لموضوعات مسكوت عنها، وتجد سبيلها إلى الشاشة بعدما غابت لسنوات.
مسلسل "الدامة"
وتعد "الدامة" لعبة شعبية تشبه الشطرنج، فيها غالب ومغلوب ومهزوم ومنتصر وبائع ومشتر، وكلاهما في المسلسل يدور في فلك آفة اجتماعية هي المخدرات، في أعرق حي بالعاصمة الجزائرية.
وتشير كاتبة سيناريو مسلسل "الدامة" سارة برتيمة، إلى أنها استمدت ما جاء في النص من واقع معاش في محاكاة له.
ويعالج المسلسل القضية بواقعية شديدة جعلت الكثير من المتابعين يرفضونها، ما أدخل العمل في سجال فني بشأن فحواه.
والضجيج الذي أحدثه "الدامة" منذ بداية عرضه كان بدأ بحملة فيسبوكية ركزت على لقطة ظهر فيها "شعار الماك"، وهي حركة تطالب بانفصال منطقة القبائل عن الجزائر، لتطلب سلطة الضبط سريعًا توضيحًا من المخرج.
"لا إشارات لماك في المسلسل"
لكن مخرج مسلسل "الدامة" يحيى مزاحم يؤكد في حديثه لـ"العربي" من الجزائر أن أي إشارة لـ"ماك" لم تظهر في المسلسل، مشددًا على "أننا ضد هذه الحركة الإرهابية قلبًا وقالبًا"، على حد تعبيره.
ويشير إلى ما سعى إليه صانعو العمل من حيث معالجة آفات اجتماعية، ولا سيما المخدرات وتأثيرها على المجتمع والأطفال، من خلال المسلسل.
وبينما يذكر أن هذا الموضوع لم يتم التطرق له من قبل، يرى أنه جذب لذلك الكثير من المشاهدة.
إلى ذلك، يوضح مزاحم أن المسلسل يعالج في الأساس قصة حب دُمرت من طرف تعنّت الأم، متحدثًا عن دراسة للشخصيات، وتصوير في حي باب الواد الشعبي العريق، وهو ما أضاف برأيه الكثير للمسلسل وأعطاه المصداقية.
ويقول: "كنا نعتمد على حوارات قريبة من الواقع والحقيقة".
