أماطت الحرب على غزة اللثام عن حقيقة الخاسرين إنسانيًا حول العالم، حيث إن التفاعل مع ما يحدث في القطاع المحاصر، سواء كان ماديًا أم معنويًا، لا يقتصر على عرق معين أو دين أو ملة بعينها، بل هي قضية اغتصاب أرض وسلب إنسان حقوقه في الحياة.
ويقول مراقبون إن ثمانية أشهر من حرب ضروس قضت على حياة عشرات الآلاف وشردت مئات آلاف آخرين، كانت كافية لإحداث فورة في الضمير العالمي، إضافة إلى إظهار تحولات عميقة في البنى الذهنية الغربية، إذ بات التضامن مع فلسطين عنوانًا للإنسانية في كل بقاع العالم.
قصة تضامن فنان بريطاني مع فلسطين
وهنا مثال مغن بريطاني اسمه "بيلي روان"، وهو عضو في فرقة موسيقية إنكليزية معروفة تدعى "THE UNDERCOVER HIPPY". هذا الفنان كغيره من الأجانب، لم يكن على دراية واسعة بالشأن الفلسطيني بل كان ينظر إليها من خلال السردية الإسرائيلية.
لكن متابعته لأحداث غزة والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق مدنيين من أطفال ونساء، حولته من جاهل بالقضية الفلسطينية إلى مدافع شرس عنها في المحافل الثقافية.
وبدأ روان مشواره في دعم غزة بالمشاركة في التظاهرات المناهضة لإسرائيل في مسقط رأسه بمدينة "بريستول" ومدن بريطانية أخرى، وشوهد خلالها وهو يردد شعارات مؤيدة لغزة حاملًا العلم الفلسطيني.
ثم فكر بعدها في إنجاز عمل فني يتمكن من خلاله من التعبير عن الدمار الحاصل في غزة فألف أغنية تتحدث عن آلام الغزيين، لاقت رواجًا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتقول كلمات هذه الأغنية: "إذا لم تبك عندما تفكر في فلسطين فإنك حقًا لا تعرف شيئًا عنها".
وقد لا يكون هذا الفنان البريطاني وحيدًا في ساحة الدفاع عن غزة لكنه اشتهر كثيرًا في موطنه بريطانيا بسبب مواقفه الداعمة لفلسطين.
وقد بادر روان بالإعلان عن إحياء حفل خيري يعود ريعه إلى مساعدة المتضررين في غزة.
لكن مشواره الداعم لغزة لم ينته هنا، فبعد مجزرة الخيام التي ارتكبها جيش الاحتلال برفح أواخر الشهر الماضي، خرج روان في مقطع فيديو يندد بالمجزرة، ويقول: إن "من لا يبصر هذه الحقائق التي تجري على مرمى الأبصار، فهو إنسان مختل عقليًا".
إشادة بموقف الفنان البريطاني الإنساني
وبطبيعة الحال فإن مواقف هذا الفنان البريطاني قوبلت بتفاعل واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فكتبت آنا إسماعيل: "نشكرك على استخدام موهبتك الجميلة من أجل خير البشرية". وقالت جايلي: "شكرًا لك على إنشاء أغنية جميلة عن فلسطين".
وعلقت شارلين إدوارد قائلة: "موقف قوي جدًا... تحيا فلسطين حرة".
أمًا تريشيا فترى "أن كل ما يحدث في فلسطين صعب جدًا. أشعر وكأنني دخلت في كابوس لم أستيقظ منه أدعو الله أن يحصل الشعب الفلسطيني على السلام وأن يستعيد أرضه ويحقق أحلام جميع الشهداء الذين سقطوا على يد عالم ظالم".
