الأحد 17 نوفمبر / November 2024

أفغانستان.. البرد الشديد يودي بحياة 78 شخصًا

أفغانستان.. البرد الشديد يودي بحياة 78 شخصًا

شارك القصة

"العربي" يواكب وصول وفد أممي إلى كابل لبحث حقوق المرأة مع حكومة طالبان (الصورة: غيتي)
تعيش العائلات الأفغانية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، خلقت لدى شريحة واسعة من أصحاب الدخل المحدود صعوبات في تأمين الحطب والفحم للتدفئة في الشتاء.

أعلنت السلطات الأفغانية اليوم الخميس وفاة 78 شخصًا على الأقل خلال أسبوع بسبب موجة البرد القارس التي تجتاح البلد الذي يعيش أصلًا أزمة إنسانية خطيرة.

وأكّد المتحدث باسم وزارة إدارة الكوارث الطبيعية التابعة لحكومة طالبان شفيع الله رحيمي، أن 78 شخصًا لقوا مصرعهم منذ 10 يناير/ كانون الثاني الجاري في موجة البرد التي تسببت أيضًا في نفوق أكثر من 75 ألف رأس من الماشية.

وتشهد كابل والعديد من الولايات الأخرى انخفاضًا كبيرًا بدرجات الحرارة منذ أكثر من أسبوع، حيث سجلت ولاية غور وسط البلاد أدنى درجات الحرارة التي وصلت إلى 33 تحت الصفر خلال نهاية الأسبوع يومي 14 و15 يناير.

كما أشار رحيمي في حديث لوكالة "أسوشييتد برس"، إلى أن طالبان حاولت مساعدة أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، و"لا تزال تبذل قصارى جهدها" لدعم المزيد من العائلات.

وتعيش العائلات الأفغانية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، خلقت لدى شريحة واسعة من أصحاب الدخل المحدود صعوبات في تأمين الحطب والفحم للتدفئة في الشتاء.

الشتاء الأبرد في أفغانستان

بدوره، قال مدير الأرصاد الجوية في أفغانستان محمد نسيم مرادي لوكالة الأنباء الفرنسية أمس الأربعاء: إن "هذا الشتاء هو الأبرد إلى حد بعيد في السنوات الأخيرة"، متوقعًا استمرار موجة البرد لمدة أسبوع آخر أو أكثر. 

ويُخشى أن تكون خسائر الأرواح بسبب البرد أكبر من الأرقام المعلنة، بسبب النقص في عمليات التسجيل الرسمي في الأرياف.

طفل أفغاني يقف أمام منزله في كابل - رويترز
طفل أفغاني يقف أمام منزله في كابل - رويترز

كذلك، تعرقل صعوبات النقل بسبب الظروف الجوية السيئة، خاصة في الشتاء، عمل المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات للأسر المحتاجة وتصعب مهمتها.

وتسبب تساقط الثلوج بكثافة في قطع طرق بعدة ولايات في وسط أفغانستان وشمالها، بينما أظهرت مشاهد من مناطق ريفية عائلات مشردة متجمعة حول نار للتدفئة، في حين تجمع الأكثر حظًا في العاصمة المغطاة بالثلوج حول مواقد الفحم التقليدية.

رجلان يتلقيا العلاج من قضمة صقيع في مستشفى هرات - غيتي
رجلان يتلقيا العلاج من قضمة صقيع في مستشفى هرات - غيتي

الأزمات الأفغانية

وتضاف موجة البرد إلى العديد من الصعوبات التي تكافح أفغانستان لمواجهتها، على رأسها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حيث يواجه أكثر من نصف الأفغان البالغ عددهم 38 مليون نسمة، انعدام الأمن الغذائي الحاد و3 ملايين طفل معرضون لخطر سوء التغذية.

بالإضافة إلى ذلك، دخل الاقتصاد الأفغاني المتضرر أصلًا من عقود من الحرب، في أزمة مستفحلة بعد قطع مساعدات دولية بمليارات الدولارات في أعقاب تولي طالبان السلطة في أغسطس/ آب 2021.

كما تأثر توزيع المساعدات الإنسانية منذ أن منعت حكومة طالبان النساء الأفغانيات في 24 ديسمبر/ كانون الأول من العمل في المنظمات غير الحكومية. إذ قد أوقف العديد منها أنشطته احتجاجًا على القرار الذي ينطبق على جميع القطاعات باستثناء الصحة.

في السياق، وصل مسؤولون كبار من الأمم المتحدة إلى العاصمة الأفغانية كابل، أمس الأربعاء، لإجراء محادثات مع حكومة طالبان حسب ما ذكر متحدث باسم الأمم المتحدة.

ومن المرجّح أن هذه الزيارة الأممية تتمحور حول المطالبة بحقوق المرأة، إذ أجرى الوفد التابع للأمم المتحدة قبل وصوله سلسلة من المشاورات في بلدان عدّة لمناقشة حماية حقوق النساء والفتيات، والتعايش السلمي، والتنمية المستدامة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close