بعد وقوع انفجار كبير هز مطار كابل أمس الخميس، أعربت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة، عن أملها في إقامة جسر جوي إلى مدينة مزار شريف في شمال البلاد؛ بمساعدة السلطات الباكستانية في غضون يومين أو ثلاثة، مشيرة إلى أن الإمدادات الطبية في أفغانستان بدأت تنفد.
وفي السياق نفسه، أعلن مسؤول فرنسي أن باريس يمكن أن تواصل عمليات الإجلاء من أفغانستان "بعد" مساء اليوم الجمعة.
من جهة أخرى، أعلن تحالف تقوده روسيا، ويضم دولًا متاخمة لأفغانستان، البدء بمناورات عسكرية يشارك فيها عدة آلاف من القوات.
أزمة طبية
وقال ريك برينان، المدير الإقليمي لعمليات الطوارئ بمنظمة الصحة، متحدثًا من القاهرة في إفادة صحافية: "في الوقت الحالي وبسبب المخاوف الأمنية وعدة اعتبارات تشغيلية أخرى، لن يكون مطار كابل خيارًا للأسبوع المقبل على الأقل".
وأشار برينان الذي كان يتحدث بعد يوم من تفجيرين قرب مطار كابل أسفرا عن مقتل 15 جنديًا أميركيًا وعشرات المدنيين الأفغان، إن تكلفة التأمين على السفر إلى أفغانستان "ارتفعت بشكل هائل".
وأضاف: "بمجرد أن نتمكن من معالجة ذلك نأمل أن يتسنى لنا السفر جوًا خلال الـ 48 إلى الـ72 ساعة القادمة".
من جهتها، أدانت الصين اليوم الجمعة بشدة التفجيرين وعبرت عن أملها في اتخاذ جميع الأطراف إجراءات فعالة لضمان انتقال سلس، بعد أن قتل مهاجم انتحاري من تنظيم "الدولة" 85 شخصًا.
ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان في تصريحات صحافية، إلى أن بكين لم تتلق تقارير عن إصابة أي من مواطنيها.
أوقعا عشرات القتلى والجرحى.. هجومان انتحاريان يضربان محيط مطار #كابل، وتنظيم الدولة يتبنّى العملية pic.twitter.com/Q7rcjzgU4T
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 27, 2021
عمليات الإجلاء الفرنسية ستتواصل
من جهته، أعلن وزير الدولة للشؤون الأوروبية، الفرنسي كليمان بون، أن باريس يمكن أن تواصل عمليات الإجلاء من أفغانستان "بعد" مساء اليوم الجمعة.
وقال بون لإذاعة "أوروبا 1" إنه: "قد يستمر ذلك بعد مساء الجمعة لكن علينا توخي الحذر بشأن هذا الموضوع".
وكان رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستكس قد صرح أمس الخميس، أن فرنسا تنوي استكمال عمليتها مساء الجمعة حسب المهلة التي "فرضها" الأميركيون، وهو نفس ما أدلى به وزير النقل جان بابتيست جباري اليوم الجمعة، حيث تحدث لقناة "سينيوز" عن "آخر الرحلات هذه الليلة".
لكن فرنسا لا تزال تحاول إجلاء مئات الأفغان في أجواء من الفوضى بعد الهجوم الذي تبناه تنظيم "الدولة".
واعتبر بون أن "الهجوم الإرهابي يجب ألا يمنع هذه العمليات، سنستمر حتى آخر ثانية ممكنة"، لكنه ألمح إلى أنه قد لا يتمكن جميع الأفغان المعرضين للخطر الذين يحاولون مغادرة بلادهم من القيام بذلك.
وأضاف: "هل هذا يعني أن جميع الأشخاص الذين عملوا في أفغانستان لحساب الحلفاء والأوروبيين سيتمكنون من مغادرة المطار؟ على الأرجح لا".
ومؤخرًا، أعلنت إسبانيا ونيوزيلندا الانتهاء من عمليات الإجلاء، فيما قالت الحكومة البريطانية إنها: ستنتهي من عملياتها في مطار كابل خلال ساعات.
تدريبات عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان
على الضفة الأخرى، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا قولها اليوم الجمعة، إن: التحالف سيجري تدريبات عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان من سبتمبر/ أيلول إلى أكتوبر/ تشرين الأول يشارك فيها عدة آلاف من القوات.
وأثار انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان مخاوف أمنية في موسكو التي ترى منطقة آسيا الوسطى، جزءًا من جبهتها الدفاعية الجنوبية، وتخشى من انتشار التيارات المتطرفة.