أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الإثنين، أن بلاده سلمت لبنان صورًا التقطتها أقمارها الصناعية تتعلق بانفجار مرفأ بيروت، بعد طلب بيروت رسميًا الحصول على الصور من وكالة الفضاء الروسية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب بعد محادثاتهما في موسكو: "بناء على طلب الحكومة اللبنانية، قمنا اليوم بتسليم صور فضائية وصور للأقمار الصناعية أعدتها وكالة روس كوسموس. نأمل بأن تساعد هذه المواد في التحقيق في أسباب ذلك الانفجار".
وفي 4 أغسطس/ آب 2020، وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت أدى إلى مصرع 219 شخصًا، وإصابة 7 آلاف آخرين، فضلًا عن أضرار مادية هائلة في العاصمة.
وطلب الرئيس اللبناني ميشال عون، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من موسكو الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية الروسية للمرفأ اعتبارًا من الرابع من أغسطس 2020.
مساعدة روسية
وأضاف لافروف: "بحثنا الآفاق المحتملة لمشاركة جهات اقتصادية روسية في إصلاح البنية التحتية التي دمرت نتيجة الانفجار في مرفأ بيروت".
بدوره، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب في مستهل اللقاء مع لافروف: "أنوي اليوم الاطلاع منكم على رؤيتكم الدولية والإقليمية وعرض الأوضاع في لبنان والصعوبات التي تواجهه أكان على المستوى السياسي أو الاقتصادي، طالبًا منكم المساعدة بشكل مباشر وبواسطة أصدقاء موسكو الإقليميين لإيجاد حلول لمشاكله".
وما يزال لبنان يحث الخطى أكثر سعيًا لإنهاء الأزمة مع السعودية وعدد من دول الخليج، التي أدت إلى تداعيات سلبية على عدة صعد بما فيها الواقع الحكومي اللبناني.
وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سحبت الرياض سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة.
ولاحقًا، اتخذت كل من الإمارات والبحرين والكويت واليمن إجراءات مشابهة، على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن.
أسوأ كارثة في لبنان
وكان انفجار مرفأ بيروت واحدًا من أكبر الانفجارات غير النووية التي وقعت في العالم، وأسوأ كارثة مرت بها لبنان في زمن السلم، في وقت تنزلق فيه البلاد إلى هوة انهيار سياسي واقتصادي.
ومنذ 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تأجل انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة حينها، إلى أجل غير مسمى، إثر إصرار الوزراء المحسوبين على جماعة "حزب الله" وحركة "أمل" أن يبحث المجلس ملف تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، تمهيدًا لتنحية المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، بعد اتهامه بـ"التسييس"، ولا تزال جلسات الحكومة معطلة حتى اليوم.
لكن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، شدّد الثلاثاء الماضي، على ضرورة تعاون جميع الأطراف المشاركة في حكومته، لإعادة عجلة العمل الحكومي إلى "الدوران الكامل".
وقال ميقاتي: "في موازاة العمل على بلسمة جراح بيروت التي أصابها الانفجار المدمّر في الرابع من آب 2020، فإن الأولوية تبقى لجلاء ملابسات هذه الجريمة الفظيعة وكشف تفاصيلها والضالعين فيها، وبلسمة جراح المفجوعين".