تزداد تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المباشرة حول استخدام السلاح النووي، مع تزايد خطورة موقفه في ميدان الحرب على أوكرانيا.
هذا الأمر دفع الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى السؤال الذي تلاشى مع انتهاء الحرب الباردة، ولكنه أصبح ملحًا الآن، ألا وهو: "هل ستصبح حرب موسكو نووية؟".
وأوضح بوتين أن روسيا ستوسّع مظلتها النووية لتشمل أربع مناطق ضمّتها حديثًا من أوكرانيا، مضيفًا أن واشنطن نفسها "شكّلت سابقة" في استخدام الأسلحة النووية عندما قصفت هيروشيما وناغازاكي.
واعترف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الجمعة أن التهديد النووي الروسي "قد لا يكون خدعة بالفعل" كما أوضح الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، مضيفًا: "بالنظر إلى تصريحات بوتين عن استخدام النووي، هناك خطر فعلي من أنه سيفكر في ذلك".
وأشار سوليفان إلى أن البيت الأبيض أبلغ الكرملين بالإجراء "الحاسم" الذي ستتخذه الولايات المتحدة "إذا نفّذ بوتين تهديداته".
وفي هذا الإطار نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن ألكسندر غابويف من مؤسسة "كارنيغي" قوله: "يعتقد بوتين أنه إذا تمكّن من إقناع الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو بأنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية فوق أوكرانيا، فسوف يضغطون على كييف للاستسلام".
وأضاف غابويف: أن "مشكلة بوتين هي أن الحكومة الأوكرانية والجيش والشعب يعتقدون أنهم في طريقهم لتحقيق النصر، ولن تردعهم التهديدات النووية".
في غضون ذلك تقوم الولايات المتحدة فقط بزيادة دعمها العسكري لأوكرانيا.
هل وصلنا إلى قمة التصعيد؟
وأضاف الموقع أنه "إذا استمرّت أوكرانيا في استعادة الأراضي التي ادعى بوتين الآن أنها جزء من روسيا، فقد يعتقد أن خياره الوحيد هو التصعيد".
وفي هذا الإطار قال غابويف: إن تحركات بوتين الأخيرة تُشير إلى أنه "ينظر إلى هذه الحرب على أنها وجودية بالنسبة له، وربما من أجل بقائه الشخصي، وإرثه وبلده".
ورغم ذلك أكد غابويف "أننا لم نصل بعد إلى قمة التصعيد".
وأشار الموقع إلى أنه يمكن لبوتين أن يقطع الكهرباء عن المدن الأوكرانية الكبرى، أو يشنّ ضربات جوية وصاروخية على أهداف حسّاسة بشكل خاص، أو حتى يستخدم الأسلحة الكيميائية في ساحة المعركة قبل أن يصل إلى أكبر ترسانة نووية في العالم.
اختبار تجريبي
وفي هذا الإطار نقل "أكسيوس" عن أندريا كيندال تايلور مديرة برنامج الأمن عبر الأطلسي في مركز الأمن الأميركي الجديد قولها: إن "بوتين سيلجأ إلى اختبار تجريبي لمعرفة تأثير هذه الخطوة، ربما عن طريق تفجير سلاح نووي فوق البحر الأسود أو في القطب الشمالي، أو نشر سلاح نووي تكتيكي أصغر حجمًا في ساحة المعركة".
وإذ قلّلت من إمكانية أن تردّ الولايات المتحدة بالمثل، رجّحت كيندال أن "تشنّ واشنطن ضربة عسكرية تقليدية على الأراضي الروسية، حيث تستهدف الموقع أو الوحدة التي أطلقت التجربة النووية الروسية، وأن تلجأ إلى خطوات غير عسكرية مثل الاستيلاء الدائم على احتياطيات البنك المركزي الروسي".
بدورها، توقّعت روز غوتيمولر النائبة السابقة للأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ردًا عسكريًا قويًا غير نووي"، فضلًا عن تكاليف دبلوماسية كبيرة لبوتين.
وقالت في حديث للموقع: "سيخسر بوتين حلفاءه، وهو عار كبير بالنسبة له لأنه كان ذكيًا جدًا في إبقائهم إلى جانبه".
وفي هذا الإطار، ستسعى الإدارة الأميركية بالتأكيد إلى حشد العواقب العالمية والإدانات، بما في ذلك من الدول التي تقف على الحياد مثل الصين والهند.
من جهته، قال الجنرال المتقاعد بن هودجز، القائد السابق للقوات الأميركية في أوروبا: إنه إذا شنّت روسيا هجومًا نوويًا في أوكرانيا "فقد تدمّر الولايات المتحدة الأسطول الروسي في البحر الأسود، وبالتالي تُخاطر بحدوث ضربة مضادة روسية، وربما حرب شاملة".