استطاع الجيش الروسي التقدم مدينة سيفيرودونتسك في شرق أوكرانيا التي تتعرض للقصف منذ أسابيع، إضافة إلى أن تشهد حرب شوارع الآن.
وسيفيرودونتسك، هي أكبر مدينة ما زالت كييف تسيطر عليها جزئيًا في لوغانسك في إقليم دونباس، كما أنها محور هجمات روسيا في شرق أوكرانيا.
وقال حاكم منطقة لوغانسك، سيرغي غايداي، الإثنين على "تلغرام": "الروس يتقدمون في اتجاه وسط سيفيرودونتسك. القتال مستمر، والوضع صعب جدًا"، متحدثًا عن إصابة شخصين بعد تعرّض سيارتهما لهجوم، "وهما الآن بخير"، فيما فُقد ثلاثة أطباء بحسب الحاكم.
وأضاف غايداي: "دمرت البنى التحتية الحيوية في سيفيرودونتسك و60% من المساكن لا يمكن ترميمها". كما أكّد أن الطريق الذي يربط سيفيرودونيتسك بجارتها ليسيتشانسك، ثم بطريق باخموت جنوبًا "خطير" جدًا، بحيث لا يسمح بإجلاء المدنيين ونقل المساعدات الإنسانية.
"التكتيكات نفسها"
كذلك، صرّح الحاكم للتلفزيون الأوكراني قائلاً: "للأسف لدينا أنباء مخيبة للآمال.. العدو يتقدم إلى المدينة".
وأضاف: "إنه (الجيش الروسي) يستخدم نفس التكتيكات مرارًا. إنه يقصف لعدة ساعات- ثلاث.. أربع.. خمس ساعات- على التوالي ثم يهاجم... ثم يأتي بعد ذلك مزيد من القصف والهجوم، حتى يتم إحراز تقدم في مكان ما"، بحسب "رويترز".
وكان غايداي قد كشف الأحد، عن هجوم روسي على سيفيرودونتسك وقتال في الشوارع، لافتًا إلى أن الوضع في ليسيتشانسك "تدهور إلى حد كبير".
وتتعرض سيفيرودونتسك، المدينة التي كانت تضم 100 ألف نسمة قبل الحرب، لقصف الجيش الروسي والانفصاليين الموالين لروسيا الذين يقاتلون إلى جانبها بالمدفعية منذ أسابيع، حيث قتل عشرات المدنيين هناك.
وتقع سيفيرودونتسك وليسيشانك على بعد أكثر من 80 كلم شرق كراماتورسك، التي أصبحت المركز الإداري لدونباس الأوكرانية، منذ أن استولى الانفصاليون المدعومون من موسكو على الجزء الشرقي من هذا الحوض الكبير عام 2014.
وكانت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، جانا ماليار قد أكدت مؤخرًا أن القتال في الشرق وصل إلى حدوده القصوى مع اقتحام قوات روسيا المواقع الأوكرانية من عدة اتجاهات بشكل متزامن.
ويأتي ذلك بعد أيام معدودة على إعلان الانفصاليين الموالين لروسيا السيطرة على مدينة ليمان الإستراتيجية في إقليم دونباس، فيما يتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن إبادة جماعية في الإقليم.
وزيرة فرنسية تزور كييف
على الضفة الأخرى، تزور وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا، أوكرانيا الإثنين "للتعبير عن تضامن فرنسا مع الشعب الأوكراني في مواجهة العدوان الروسي"، وفق ما ذكرت الخارجية الفرنسية في بيان الإثنين. وتعتبر كولونا أكبر مسؤولة فرنسية تزور أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي.
ومن المقرّر أن تلتقي الوزيرة الفرنسية الرئيس الأوكراني ووزير الخارجية دميترو كوليبا، "لمناقشة منع تصدير الحبوب والبذور الزيتية من أوكرانيا، ما ينطوي على مخاطر حقيقية على انعدام الأمن الغذائي"، وفق البيان.
وستقوم كولونا بزيارة مدينة بوتشا، حيث ارتُكبت مجازر بحق مدنيين تُتهم بها القوات الروسية، كما سيتم تسليم "معدات للأمن المدني (سيارات إطفاء وسيارات اسعاف)" للسلطات.
كذلك، سيلقي الرئيس زيلينسكي كلمة أمام القادة الأوروبيين المجتمعين في بروكسل الإثنين، في قمة استثنائية مخصصة لبلاده.