بدا هدف العملية العسكرية التركية التي بدأت جوًا ضد أهداف لجماعات كردية مسلحة في الشمال السوري، ويمكن أن تتطور إلى برية في الأمد القريب، مقترنًا بنية أنقرة إقامة حزام أمني تعكف على إنشائه خلف الحدود التركية الجنوبية مع شمال سوريا.
وكان ذلك واضحًا في إشارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حينما أصرّ على استكمال بلاده الحزام من الغرب إلى الشرق، على امتداد الحدود مع سوريا، باعتباره وسيلة وحيدة لضمان أمن تركيا ومواطنيها، بوجهة نظره.
#أردوغان يصر على استكمال الحزام الأمني مع #سوريا من الغرب إلى الشرق#العربي_اليوم #تركيا تقرير: أدهم مناصرة pic.twitter.com/BEAmirXCgo
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 25, 2022
ويقول أردوغان إن الحزام الأمني الذي تطمح بلاده إلى إنجازه في المنطقة في أقرب وقت سيشمل بحكم الأمر الوقع مدينة كوباني، التي انتزعتها قوات سوريا الديمقراطية عام 2015 من تنظيم الدولة بدعم من الولايات المتحدة.
وحدد أردوغان، الذي ينوي شن هجوم بري عندما يحين الوقت، البلدات السورية تل رفعت ومنبج وعين العرب كوباني لاستكمال المنطقة الأمنية، بعرض يصل إلى 30 كلم على طول الحدود الجنوبية.
اتصالات مع أطراف فاعلة
ويبدو أن حكاية الحزام هو الموضوع الأبرز في الاتصالات السياسية، التي ارتفعت وتيرتها خلال الأيام الأخيرة بين تركيا من ناحية وروسيا والولايات المتحدة وأطراف فاعلة أخرى من ناحية ثانية.
وقد جاء حديث أردوغان عن الحزام ومساحاته بعد يوم من مطالبة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال اتصال هاتفي بنظيره الروسي بضرورة العمل بالاتفاقيات السابقة لتحييد دائم للجماعات المسلحة، التي تشكل تهديدًا لبلاده، وهو ما طرح تساؤلًا حول ما إذا كان يقصد بكلامه الحزام الأمني وحدوده.
إلى ذلك، حاول القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن يوجه تحذيرًا ضمنيًا للغرب وتركيا ولأطراف داخلية بغية منع أي تحرك بري لأنقرة.
أكد عبدي أن العملية التركية البرية المحتملة ستؤدي إلى اندلاع حرب أهلية ثانية في سوريا، إضافة إلى إيقاف عمليات قواته ضد تنظيم "الدولة".
"يمكن السيطرة عليها"
ردًا على سؤال حول إلى أي مدى يمكن خلال هذه العملية الحديث عن قدرة على التوغل البري وعن "حسم"، حيث لم يسبق أن تكون العمليات حاسمة في هذا الملف، يجيب الباحث في معهد سيتا للدراسات مراد أصلان، إن الأمر يتعلق بطبيعة الإرهاب.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من أنقرة: "بمجرد اندلاع عمليات إرهابية لا يمكن اجتثاثها بشكل كامل، ولكن يمكن السيطرة عليها".
ويلفت إلى المنطقة "التي يحتلها حزب العمال الكردستاني في الأراضي السورية ويقوم باستغلالها"، مشيرًا إلى "عامل معاملة الولايات المتحدة لها على أنها دولة في إطار الإنشاء".
ويؤكد أهمية أخذ الاعتبارين عند القيام بأي عملية، والحفاظ على هذه العمليات بعيدًا من الحدود، وهو الأمر الأهم.
"تحارب محاربي الإرهاب"
بدوره، يفيد رئيس المركز الكردي للدراسات نواف خليل، بأن هذه القضية عمرها 99 عامًا، حيث تنكر تركيا منذ توقيع معاهدة لوزان وجود الشعب الكردي برمته، ليس في داخل حدودها الرسمية فقط، وإنما في الخارج أيضًا.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من بوخوم في ألمانيا، إن تركيا لا تحارب الإرهاب بل تحارب محاربي الإرهاب، حسب قوله.
ويشير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، التي فيها عشرات الآلاف من المقاتلين العرب والسريان والتركمان وغيرهم من المكونات، هم الحلفاء الرسميون المعتمدون لدى الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.