أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده عازمة في سياستها من أجل ما أسماه بـ"جذور الإرهاب"، مشيرًا إلى أن "أنقرة مصرة على إقامة الحزام الأمني الذي تعمل على تشكيله خلف الحدود التركية الجنوبية مع الشمال السوري".
وأشار أردوغان إلى أن إنشاء هذا الحزام الأمني سيشمل مدينة كوباني التي انتزعتها قوات سوريا الديمقراطية عام 2015 من تنظيم الدولة بدعم من الولايات المتحدة.
وأضاف الرئيس التركي البلدت السورية تل رفعت ومنبج لاستكمال المنطقة الأمنية بعرض يصل إلى ثلاثين كيلومترًا على طول الحدود الجنوبية.
ويظهر أن حكاية الحزام، بحسب مراسلنا في اسطنبول، هو الموضوع الأبرز في الاتصالات السياسية التي ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة بين تركيا من ناحية، وروسيا وأميركا وأطراف فاعلة أخرى من ناحية ثانية، بخاصة وأن حديث أردوغان عن الحزام ومساحاته جاء بعد يوم من مطالبة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، بضرورة العمل بالاتفاقيات السابقة لتحييد دائم للجماعات المسلحة التي تشكل "تهديدًا" لبلاده.
فيتو مزدوج أميركي روسي
وفي المقابل، حاول القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن يوجه تحذيرًا ضمنيًا للغرب وتركيا ولأطراف داخلية، بغية منع أي تحرك بري لأنقرة، عبر تصريحه بأن العملية التركية البرية المحتملة ستؤدي لاندلاع حرب أهلية ثانية في سوريا، إضافة لإيقاف عمليات قواته ضد تنظيم الدولة.
ويقول مراسلنا في اسطنبول إن موضوع المنطقة الآمنة هي رغبة تركية منذ السنوات الأولى بعد الأحداث في سوريا عام 2011، وحاول الأتراك بشكل مستمر أن يقيموها بهدف يقولون إنه لحماية المدنيين، وتطور الأمر إلى هدف حماية الحدود الجنوبية التركية.
#تركيا تعلن قصف نحو 500 موقع تابع لحزب العمال الكردستاني، شمالي #سوريا و #العراق، و #أردوغان يؤكد أنها "ليست سوى البداية" تقرير: ملهم بريجاوي pic.twitter.com/KEUhpDq8iS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 23, 2022
ويشير مراسلنا إلى أن الأتراك كانوا يأملون في تأمين تلك المنطقة بعملية عسكرية برية، لكنهم اصطدموا بفيتو أميركي وروسي مزودج، وهو ما قام بإعاقة إنشائها.