السبت 16 نوفمبر / November 2024

أوروبا تطلق صاروخ "فيغا" الصغير إلى الفضاء.. ما هي مهمته؟

أوروبا تطلق صاروخ "فيغا" الصغير إلى الفضاء.. ما هي مهمته؟

شارك القصة

أوضحت مجموعة "أريان إسباس" أن المهمة ستحقق التزام المجموعة ضمان وصول أوروبا بشكل مستقل إلى الفضاء
أوضحت مجموعة "أريان إسباس" أن المهمة ستحقق التزام المجموعة ضمان وصول أوروبا بشكل مستقل إلى الفضاء - وكالة الفضاء الأوروبية
قال رئيس المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء إن رحلة فيغا "هي الجزء الثاني من استعادة الاستقلال الفضائي والإستراتيجي الأوروبي".

بعد شهرين من الرحلة الأولى لصاروخ "أريان 6"، سيتعيّن على أوروبا أن تؤكد استعادتها سيادتها الفضائية بإطلاقها في 3 سبتمبر/ أيلول صاروخ "فيغا" الصغير الذي سيضع في الفضاء قمرًا اصطناعيًا تابعًا لبرنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي.

ويُتوقع أن يُقلع الصاروخ الإيطالي "فيغا" التابع لشركة "أفيو" من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية في الساعة 22:50 بالتوقيت المحلي من يوم 3 سبتمبر (01:50 بتوقيت غرينتش من يوم 4 سبتمبر) في آخر مهمة لهذه المركبة الموضوعة في الخدمة منذ عام 2012، قبل اعتماد صاروخ "فيغا سي" المحسّن والأقوى الذي عُلقت الاستعانة به على إثر تعرضه لحادث عام 2022.

وقال رئيس المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء فيليب باتيست لوكالة فرانس برس: إن هذه الرحلة "هي الجزء الثاني من استعادة الاستقلال الفضائي والإستراتيجي الأوروبي".

ما هي مهمة الصاروخ "فيغا"؟

تتمثل مهمة "فيغا" التي أُطلقت عليها تسمية "في في 24" VV24، في وضع القمر الصناعي "سنتينيل-2 سي"  Sentinel-2C التابع لبرنامج الاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس" في مدار متزامن مع الشمس على علوّ نحو 780 كيلومترًا بعد 57 دقيقة من الإقلاع.

ويندرج "سنتينيل-2 سي" ضمن برنامج مراقبة الأرض الفضائي الذي تتفوق فيه أوروبا، وسيدعم هذا القمر الاصطناعي مجموعة واسعة من التطبيقات التشغيلية، من بينها الزراعة ومراقبة جودة المياه وإدارة الكوارث الطبيعية كحرائق الغابات والزلازل والفيضانات بالإضافة إلى رصد انبعاثات الميثان.

يُتوقع أن يُقلع الصاروخ "فيغا" من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية
يُتوقع أن يُقلع الصاروخ "فيغا" من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية - وكالة الفضاء الأوروبية

وأوضحت مجموعة "أريان إسباس" الفرنسية التي تدير عملية الإطلاق في بيان، أن المهمة ستحقق "التزام المجموعة ضمان وصول أوروبا بشكل مستقل إلى الفضاء".

ومنذ الرحلة الأخيرة لصاروخ "أريان 5" في يوليو/ تموز 2023، لم يعد الأوروبيون قادرين على وضع قمر اصطناعي في المدار بجهودهم الذاتية.

ضغط على "فيغا سي"

إلا أن نجاح أول رحلة لصاروخ "أريان 6" في مطلع يوليو الفائت بعد تأخر أربع سنوات، شكل خطوة على طريق تمكين الأوروبيين من وضع حد للعام "الأسود" الذي حُرمت خلاله القارة العجوز من الوصول إلى الفضاء.

وتكتسب معاودة أوروبا إطلاق صواريخها أهمية إستراتيجية بالنسبة لقطاعها الفضائي في ظل المنافسة مع شركة "سبايس إكس" الأميركية، التي تطلق صواريخ "فالكون 9" القابلة لإعادة الاستخدام بمعدل عمليتين أسبوعيًا.

لكن التفاؤل يبقى مشوبًا بالحذر في ما يتعلق بالصاروخ "فيغا سي"، الذي أدى فشل رحلته التجارية الأولى في ديسمبر/ كانون الأول 2022 إلى فقدان قمرين اصطناعيين لشركة "إيرباص"، في وقت كانت أوروبا في انتظار وضع "أريان 6" في الخدمة، ولم يعد باستطاعتها الاعتماد على صواريخ "سويوز" بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

من جهته، قال مدير النقل الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية توني تولكر نيلسن لوكالة فرانس برس: "أنا واثق من أننا سنكون جاهزين اعتبارًا من نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني لإطلاق فيغا سي"، مضيفًا أن تصميم المحرك الذي كان سببًا لمشاكل عدة خضع "لإعادة نظر كاملة" وأن الاختبارات الأخيرة كانت حاسمة.

وطمأن إلى أن "لا سبب يمنع سير الأمور على ما يرام" رغم "وجود الكثير من الضغط على فيغا سي".

وأشار إلى أن وكالة الفضاء الأوروبية تتهيأ راهنًا لرحلة ثانية لـ"أريان 6" في ديسمبر، بالإضافة إلى ست عمليات إطلاق لهذا الصاروخ وأربع عمليات إطلاق لـ "فيغا سي" سنة 2025.

وقال مدير الأبحاث في تجمّع "يوروسبيس" لشركات الصناعات الفضائية الأوروبية بيار ليونيه لفرانس برس: "لقد خرجنا من أزمة صواريخ ذات طابع فني وسياسي".

وأضاف: "في المقابل، فإن السؤال الكبير هو من سيشتري ما يكفي من عمليات الإطلاق حتى يتمكن المشغّل والمصنعون من تقديم الخدمات بسعر مقبول للزبائن، بما يتيح للسلسلة الصناعية بأكملها تحقيق الربح".

وخلص إلى أن أوروبا هي من بين كل القوى العالمية "أصغر زبون لاحتياجات الإطلاق" وينبغي أن تجد مكانها في السوق "التي تغيرت جذريًا".

أما توني تولكر نيلسن من وكالة الفضاء الأوروبية، فتوقع أن يستغرق الأمر "عشر سنوات" على الأقل حتى تصبح أوروبا قادرة على منافسة الولايات المتحدة في هذا المجال.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close