الثلاثاء 10 Sep / September 2024

أوكرانيا: انسحاب روسيا من خيرسون هو انتصار للغرب

أوكرانيا: انسحاب روسيا من خيرسون هو انتصار للغرب

شارك القصة

مراسل "العربي" في موسكو ومداخلة حول الأسباب الكامنة وراء انسحاب القوات الروسية المفاجئ من خيرسون (الصورة: غيتي)
أشاد بلينكن بشجاعة الجيش والشعب الأوكرانيين ووعد بأن الدعم الأميركي سيستمر طالما لزم الأمر.

تعتقد أوكرانيا أنها تسير نحو تحقيق "انتصار مشترك" للغرب بعد استعادة مدينة خيرسون بعد انسحاب الروس منها، في حين ترى لندن في الانسحاب "خسارة إستراتيجية جديدة" لموسكو.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم السبت، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كمبوديا أن "قلة من الناس آمنوا بأن أوكرانيا ستنجو. فقط بعملنا معًا يمكننا أن ننتصر ونخرج روسيا من أوكرانيا. سيكون انتصارنا المشترك انتصارًا لكل الدول المحبة للسلام في كل أنحاء العالم".

بدوره أشاد بلينكن "بالشجاعة الرائعة" للجيش والشعب الأوكرانيين، ووعد بأن الدعم الأميركي "سيستمر طالما لزم الأمر" لإنزال الهزيمة بروسيا.

"الحرب مستمرة"

وفي وقت سابق من اليوم، قال كوليبا إن بلاده "تكسب معارك لكن الحرب مستمرة". وأضاف خلال لقاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي على هامش قمة رابطة جنوب شرق آسيا (اسيان) "طالما أن الحرب مستمرة ونرى روسيا تحشد المزيد من المجندين وتجلب المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا سنواصل بالتأكيد التعويل على دعمكم المستمر".

ورأى وزير الدفاع البريطاني بن والاس، من جهته، أن الانسحاب الروسي من خيرسون يشكل "خسارة إستراتيجية جديدة" لموسكو، مشيرًا إلى أنه في فبراير/ شباط "فشلت روسيا في السيطرة على أهداف رئيسية حددتها غير خيرسون". وأضاف: "حاليًا ومع هذه المدينة التي انسحبوا منها أيضًا، يجب أن يتساءل الناس في روسيا: ما الجدوى من كل ذلك؟".

قبل ذلك، قال جايك ساليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن: "يبدو أن الأوكرانيين حققوا للتو انتصارًا استثنائيًا"، مشيرًا إلى أن "العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب عادت الآن تحت العلم الأوكراني وهو أمر رائع".

"مدينة خيرسون حرة"

وهذا هو الانسحاب الروسي الكبير الثالث منذ بداية الحرب. واضطرت روسيا إلى التخلي عن الاستيلاء على كييف في الربيع في مواجهة المقاومة الشرسة من الأوكرانيين قبل طردها من كل منطقة خاركيف (شمال شرق) في سبتمبر/ أيلول.

وفي هذا السياق، قال مراسل "العربي" من موسكو: إن هذا الانسحاب هو مشهد جديد تمامًا على ساحة الحرب الروسية ولم يكن أحد يتوقعه على اعتبار تصريحات الكرملين السابقة بأن معركة خيرسون ستكون موقعة فاصلة. ولهذا، يقول محللون، إن هذا الانسحاب "مفاجئ وغير مبرر". 

ومساء الجمعة في ساحة الاستقلال الرمزية في كييف احتفل سكان خيرسون الذين كانوا لاجئين منذ أشهر في العاصمة بالنبأ بابتهاج.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أنها أكملت في الساعة 05:00 بتوقيت موسكو (02:00 ت غ) "إعادة نشر" وحداتها من الضفة اليمنى (الغربية) لنهر دنيبرو، حيث تقع مدينة خيرسون إلى الضفة اليسرى.

وأكدت أن القوات الروسية لم تتكبد أي خسارة ولم تترك معدات عسكرية وراءها.

"سمات الانكسار"

وقالت موسكو إنها سحبت "أكثر من 30 ألف" جندي روسي و"نحو خمسة آلاف قطعة أسلحة وآلية عسكرية" من الضفة الغربية للنهر. لكن هذا التراجع يحمل كل سمات الانكسار بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية سبتمبر ضم أربع مناطق أوكرانية بينها خيرسون.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة إن خيرسون ورغم الانسحاب تبقى "خاضعة لروسيا الاتحادية". وأضاف في أول تعليق للرئاسة الروسية على هذا الانسحاب "لا يمكن أن يكون هناك تغيير".

وفي جنوب أوكرانيا أيضًا أعلن فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف مساء الجمعة أيضًا أنها "تحررت بالكامل".

"حرب هائلة"

ومع اقتراب قمة مجموعة العشرين التي تضم القوى الاقتصادية العالمية الأسبوع المقبل في إندونيسيا وإعلان بوتين عدم المشاركة فيها، أرادت الرئاسة الفرنسية أن ترى فرصة لإجراء حوار.

وقال أحد مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "هناك مساحة واضحة جدًا في مجموعة العشرين لحمل رسالة سلام ومطالبة روسيا بالدخول في منطق وقف التصعيد".

وأضاف أن معظم دول مجموعة العشرين "تعتبر أن هذه الحرب هائلة ولا تحتمل بالنسبة إلى بقية العالم".

وفي رد على سؤال عن معلومات تفيد بأن إدارة بايدن بدأت في الضغط على الرئيس زيلينسكي للنظر في مفاوضات مع موسكو، قال جايك ساليفان السبت إن روسيا لا تزال لديها "مطالب غريبة" بشأن إجراءات الضم التي أعلنتها.

وأكد أن "أوكرانيا هي طرف السلام في هذا النزاع وروسيا هي طرف الحرب. روسيا غزت أوكرانيا وإذا اختارت روسيا وقف القتال في أوكرانيا والمغادرة فسيكون ذلك نهاية الحرب. وإذا اختارت أوكرانيا وقف القتال واستسلمت فستكون نهاية أوكرانيا".

وتابع "في هذه الأجواء يبقى موقفنا على حاله كما كان في الماضي وبشكل أساسي بالتشاور الوثيق وبدعم الرئيس زيلينسكي".

وكرر الرئيس الأوكراني هذا الأسبوع أن الشرط الأول للتفاوض هو الانسحاب الكامل للقوات الروسية التي دخلت أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي- أ ف ب
Close