الأربعاء 3 يوليو / يوليو 2024

أوكرانيا تتقدم في الجنوب وتقاوم قرب باخموت.. زيلينسكي يستبعد التفاوض

أوكرانيا تتقدم في الجنوب وتقاوم قرب باخموت.. زيلينسكي يستبعد التفاوض

Changed

"العربي" يناقش جهود الوساطة بين أوكرانيا وروسيا واستمرار دعم الناتو لكييف (الصورة: غيتي)
يعول الرئيس الأوكراني على هجوم قواته المضاد فيما هاجم بوتين بخطابه الأخير زيلينسكي مبديًا استعداده المضي قدمًا حتى النهاية في الحرب.

تتقدم القوات الأوكرانية في القطاعات الجنوبية في إطار هجومها المضاد ضد الجيش الروسي، وفق ما قال قادة عسكريون أمس الجمعة، في حين دعا الرئيس جنوب الإفريقي سيريل رامابوزا أمس كلا الطرفين إلى "وقف التصعيد" خلال زيارته كييف مع وفد من قادة أفارقة لمحاولة التوسط بين البلدين المتحاربين.

ميدانيًا، جاء أحدث تقرير عن الهجوم المضاد إضافة إلى تقرير عن "مقاومة بائسة" من القوات الروسية في الشرق، خلال الوقت الذي أشار فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أهمية ذلك الهجوم.

وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور: "كل جندي، كل خطوة جديدة نتخذها، كل شبر يحرر من الأراضي الأوكرانية له أهمية قصوى".

ولم تعترف روسيا رسميًا بتقدم القوات الأوكرانية في المراحل الأولى من هجومها المضاد، وقالت إنها كبّدت كييف خسائر فادحة في القوات في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

الهجوم المضاد

من جانبها، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار على تطبيق "تيليغرام": إن القوات "تشارك في تحركات نشطة للتقدم على عدة اتجاهات في وقت واحد". وتحدثت عن "نجاحات تكتيكية في جميع القطاعات التي تهاجم فيها".

وأوضحت المسؤولة الأوكرانية أن التقدم يتم "تدريجيًا"، مؤكدة أنه "في الوقت الراهن تقدموا لمسافة تصل إلى كيلومترين في كل اتجاه".

وفي شرق أوكرانيا، قالت ماليار إن القوات الروسية تحاول طرد القوات الأوكرانية من المواقع الثابتة، وإخراج القوات الروسية من ضواحي مدينة باخموت المدمرة، التي استولت عليها روسيا الشهر الماضي.

وكان الجنرال أولكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية قال في وقت سابق إن الأوضاع ملتهبة في الشرق، وإن روسيا ترسل أفضل قواتها إلى قطاع باخموت مدعومة بالمدفعية والطائرات، حيث تشهد المدينة بعضًا من أعنف المعارك منذ بداية الحرب في فبراير/ شباط 2022.

وقال الجيش الأوكراني الأسبوع الماضي إنه بدأ الضغط على القوات الروسية للانسحاب حول باخموت. وأوضح سيرسكي أيضًا أن القوات الأوكرانية تتقدم في الجنوب، فيما أكدت كييف يوم الخميس استعادتها السيطرة على نحو 100 كيلومتر مربع من أراضيها في حوالي أسبوع فحسب من بدء هجومها المضاد.

هجمات روسية متواصلة على العاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى - غيتي
هجمات روسية متواصلة على العاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى - غيتي

الوساط الإفريقية

سياسيًا، جاءت دعوة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا إلى "وقف التصعيد"، في حين كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد أن الهجوم الأوكراني "لا يملك أي فرصة "للنجاح". 

وأكد رامابوزا بعد ظهر أمس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني: "يجب حصول وقف للتصعيد من الجانبين". لكن في ختام اللقاء استبعد الرئيس الأوكراني "أي تفاوض" مع موسكو.

وأضاف زيلنيسكي: "من الواضح أن روسيا تحاول مجددًا استخدام تكتيكها القديم القائم على الغش. لكنها لن تنجح بعد اليوم في الاحتيال على العالم. لن نمنحها فرصة ثانية".

وتابع: "قلت اليوم بوضوح خلال لقائنا (الوفد الإفريقي) إن السماح بأي تفاوض مع روسيا الآن، فيما المحتل لا يزال على أرضنا، يعني تجميد الحرب وتجميد الألم والمعاناة".

ووصل الوفد الإفريقي قبل ظهر أمس إلى كييف. بعيد ذلك استهدفت العاصمة الأوكرانية بهجوم بصواريخ روسية أدت إلى إطلاق صفارات المضادات الأرضية التي تلتها انفجارات.

وأدى الهجوم إلى إصابة ما لا يقل عن سبعة أشخاص بجروح على ما أفادت الشرطة الأوكرانية. وقال رامابوزا: "اليوم ونحن واقفون هنا سمعنا عن ضربات صاروخية وهذا النوع من الهجمات والقتال ليس جيدًا للسلام".

"رسالة إلى إفريقيا"

وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 12 صاروخًا منها ستة صواريخ "كينجال" فرط صوتية. في حين قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن أي أضرار لم تلحق بالعاصمة، أصابت شظايا صواريخ تم اعتراضها سبعة أشخاص من بينهم طفلان في منطقة العاصمة على ما ذكرت الشرطة المحلية.

ووصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا هذه الضربات بأنها "رسالة إلى إفريقيا"، وشدد في تغريدة على أن "روسيا تريد مزيدًا من الحرب وليس السلام"، متحدثًا عن "أكبر هجوم صاروخي يستهدف كييف منذ أسابيع".

وقال بيتر ستانو، الناطق باسم مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل في بروكسل: "ما حصل اليوم" يظهر للقادة الأفارقة "مدى صدق بوتين في وقف النزاع" والاعتبار الذي يوليه "لكل الجهود الدولية لوقف النزاع".

ومن المفترض أن يصل الوفد الإفريقي روسيا ليلتقي بوتين، اليوم السبت، في سان بطرسبرغ شمال غرب البلاد، وهو وفد يضم الوفد أربعة رؤساء هم إلى جانب رامابوزا، وهم ماكي سال من السنغال وهاكايندي هيشيليما من زامبيا، وغزالي عثماني من جزر القمر التي تترأس الاتحاد الإفريقي، فضلًا عن ممثلين للكونغو وأوغندا ومصر.

وكان الوفد قد باشر مهمته بزيارة بوتشا في ضاحية كييف، حيث يُتهم الجيش الروسي بقتل مئات المدنيين في بداية الحرب.

ورحب حلف شمال الأطلسي، الجمعة، بالوساطة، مشددًا في الوقت نفسه على أن "الحل العادل" الوحيد هو الذي يعتبر روسيا المعتدي في هذه الحرب.

بوتين و"عار زيلينسكي"

بموازاة ذلك، أعلن بوتين، الجمعة، وصول أول دفعة من الرؤوس النووية إلى بيلاروسيا، مكرسًا بذلك انتشارًا كان أعلنه في موسكو في مارس/ آذار الماضي.

وشارك بوتين، أمس، في سان بطرسبرغ بمنتدى اقتصادي، حمل خلاله بقوة على أوكرانيا، مكررًا عزمه على "اجتثاث النازية" منها، ومؤكدًا أن "القوات الأوكرانية لا تملك أي فرصة هناك ولا في المناطق الأخرى"، واصفًا زيلينسكي بأنه "عار على الشعب اليهودي".

وتأتي وساطة السلام الإفريقية التي أعلنت بريتوريا إطلاقها، الشهر الماضي، في خضم تصاعد القتال على الجبهة وعمليات قصف روسية على المدن الأوكرانية. لكنها فقدت بعضًا من زخمها مع انسحاب أعضاء فيها في اللحظة الأخيرة فيما فرص نجاحها ضئيلة بحسب خبراء.

وتضررت القارة الإفريقية بشدة منذ بداية الحرب العام الماضي مع ارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة، والتأثير الأوسع للحرب على التجارة العالمية.

كما تعرضت جنوب إفريقيا للانتقاد بسبب قربها من موسكو وهي ترفض التنديد بروسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، مؤكدة اعتمادها موقفًا حياديًا مع الدعوة إلى الحوار.

ويحاول الكرملين استقطاب القادة الأفارقة إلى معسكره، مقدمًا روسيا على أنها سد منيع أمام "الامبرالية الغربية"، ومتهمًا الغرب بمنع صادرات الحبوب والأسمدة الروسية الضرورية إلى إفريقيا، جراء العقوبات.

ورأى بوتين أمس أن "النظام الدولي الاستعماري البشع لم يعد موجودًا فيما يتعزز عالم متعدد الأقطاب".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close