فيما تزداد المعارك ضراوة بين روسيا وأوكرانيا، أعلنت كييف عن استعادة أراضي مساحتها 100 كيلومتر مربع من القوات الروسية في هجومها المضاد، في وقت لم تعترف موسكو رسميًا بالتقدم الأوكراني.
يقول كل جانب إنّ الطرف الآخر تكبد خسائر فادحة منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد، في حين يؤكد أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن دعم الحلف لكييف قد أحدث فرقًا فعليًا على أرض المعركة.
لا مواجهة مباشرة
ووسط الدعم الغربي غير المسبوق لأوكرانيا، يستبعد وزير الدفاع النمساوي السابق فيرنر فسلابند في حديث لـ"العربي" أن تؤدي الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى "مواجهة مباشرة" بين الناتو وروسيا، نظرًا للجهود التي يقوم بها الحلف لتبديد أيّ ظرف يدفع لهذا الصراع.
لكن فسلابند يشير في حديثه من فيينا، إلى أنّ دول حلف شمال الأطلسي لن تتوانى عن دعم كييف بالمعدات والتدريبات في مواجهتها الحالية، حتى كسب المعركة في وجه موسكو.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد ناقش مع نظيره الأوكراني نقطة استمرار الدعم وتأمين الذخيرة على مستوى الجبهات في المعركة.
وقال الوزير الأميركي في اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي الذي عُقد أمس، إن "الحلفاء وعدوا بتقديم مزيد من الأسلحة لأوكرانيا، مؤكدين استمرار دعمها مهما طالت مدة الحرب الروسية عليها".
"دول الجوار"
ويشدد الوزير النمساوي السابق على أنه ليس هناك أيّ إرادة أوكرانية لوقف القتال وإعطاء أيّ فرصة للتفوق الروسي في المعارك الحالية، ولا سيما مع تأكيد الدول الأوروبية إنه في حال عدم توقف الهجوم الروسي فإنّ الخطر سيطال دول الجوار برمتها.
ويوضح فسلابند في حديثه إلى "العربي"، أن دول الحلف اتخذت مواقف متباينة إزاء روسيا، ما قبل حرب أوكرانيا، ففي حين كانت بعض الدول كالسويد والنرويج وفنلندا، وبولندا، ودول البلطيق تحذر من خطورة الدور الروسي، كانت دول أخرى في الناتو تتمسك بمرحلة السلام بين موسكو والغرب، وهذا ما أرسى علاقات جيدة بين روسيا وعدد من البلدان الأوروبية.
دعم متواصل
ويرى فسلابند أنه منذ بداية تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باتجاه شبه جزيرة القرم عام 2014، تأكد لدول الناتو وجوب وجود خطة لتطوير إستراتيجية عسكرية جديدة، إضافة للاستثمار في الجيوش والأسلحة، ولا سيما الذخيرة التي يستهلك منها يوميًا في الحرب المندلعة حاليًا الآلاف من المعدات ما يدفع دول الحلف إلى المضي في خطة الإنتاج المضاعف للذخيرة.
وكان وزير الدفاع الأميركي قد أكد في تصريحاته أمس أن الأوكرانيين لا يزالون "يتمتعون بقدرة وقوة قتالية كبيرة"، مشيرًا إلى أن قدرتهم على "استعادة وإصلاح المعدات المتضررة".
بدوره، أشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي إلى أن "الهجوم في مراحله الأولى، والمعارك عنيفة للغاية ومن المحتمل أن تستغرق وقتًا طويلاً".