الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أوكرانيا تدعو مواطنيها إلى مغادرة روسيا.. بوتين: منفتحون على الحوار

أوكرانيا تدعو مواطنيها إلى مغادرة روسيا.. بوتين: منفتحون على الحوار

شارك القصة

مراسل "العربي" يرصد ردود الفعل في أوكرانيا بعد اعتراف بوتين بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك (الصورة: غيتي)
أصدر الجيش الأوكراني أمرًا بتعبئة جنود الاحتياط بعدما أمرت روسيا قواتها بالاستعداد لدعم المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد.

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أن مصالح بلاده وأمنها "غير قابلة للتفاوض"، مشددًا في الوقت ذاته على أن موسكو مستعدة للبحث عن "حلول دبلوماسية" للأزمة الراهنة مع أوكرانيا والدول الغربية.

وبلغ الخوف من حدوث تصعيد عسكري على أبواب الاتحاد الأوروبي ذروته منذ اعترف فلاديمير بوتين الإثنين باستقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا، وهما "جمهوريتا" دونيتسك ولوغانسك.

وأصدر الجيش الأوكراني الأربعاء أمرًا بتعبئة جنود الاحتياط بعدما أمرت روسيا قواتها بالاستعداد لدعم المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد.

وقالت القوات البرية الأوكرانية في رسالة على فيسبوك: "سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عامًا... الدعوات ستبدأ اليوم. والحد الأقصى لفترة الخدمة هو عام واحد".

كذلك، دعت وزارة الخارجية الأوكرانية الأربعاء مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن خوفًا من تصعيد عسكري من موسكو.

مصالح روسيا "غير قابلة للتفاوض"

وبمناسبة يوم "المدافع عن الوطن"، قال بوتين في كلمة متلفزة: "لا يزال بلدنا منفتحًا على الحوار المباشر والصريح لإيجاد حلول دبلوماسية لأكثر المشاكل تعقيدًا"، مضيفًا: "لكن مصالح مواطنينا وأمنهم غير قابلة للتفاوض بالنسبة لنا".

ويطالب بوتين الدول الغربية بضمانات أمنية، منها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ووقف تعزيز وجود الحلف عند حدود روسيا.

وتحدث بوتين عن تهديدات تتعرض لها روسيا منها "التراخي في نظام ضبط الأسلحة" و"النشاطات العسكرية لحلف شمال الأطلسي"، مشددًا على أن مخاوف بلاده لا تزال "من دون أجوبة".

ووعد الرئيس الروسي كذلك بالاستمرار في تطوير قدرات الجيش والأسطول الروسيين و"التكنولوجيا الرقمية المتطورة"، والذكاء الاصطناعي فضلاً عن الأسلحة "فرط الصوتية".

وطورت روسيا في السنوات الأخيرة صواريخ فرط صوتية تقول إنها "لا تقهر"، لأنها قادرة على الالتفاف على كل الدروع الدفاعية الحالية. وتُتهم موسكو بانتظام بشن هجمات إلكترونية واسعة النطاق وبحملة تضليل إعلامي على خصومها.

وأقرت روسيا التي يشتبه منذ أسابيع بأنها تعد لغزو أوكرانيا، استقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لها في شرق أوكرانيا، ما أثار الخشية من تصعيد عسكري عند حدود الاتحاد الأوروبي.

وعقب الاعتراف، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قدرات بلاده العسكرية أصبحت أفضل مما كانت عليه عام 2014، حيث احتل الانفصاليون الإقليمين، مجددًا في الوقت نفسه التزامه بالحلول الدبلوماسية، وفق مراسل "العربي" من أوديسا.

"احتمال كبير"

من جانبها، لفتت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأربعاء، إلى أن هناك "احتمالاً كبيرًا" بأن يشن بوتين غزوًا شاملاً لأوكرانيا.

وفي تصريح لشبكة "سكاي نيوز"، قالت تراس: "نعتقد أن هناك احتمالاً كبيرًا أن يمضي (بوتين) قدمًا في مخططه لغزو شامل لأوكرانيا".

كما أكدت أن بريطانيا ستمنع روسيا من بيع ديون سيادية في لندن، قائلة: "لقد كنا واضحين للغاية في أننا سنحد من وصول روسيا إلى الأسواق البريطانية.. سنمنع الحكومة الروسية من جمع ديون سيادية في المملكة المتحدة".

وأشارت الوزيرة البريطانية إلى أنه سيكون هناك "عقوبات أكثر صرامة على رجال الأعمال المقربين من السلطة، وعلى مؤسسات رئيسية في روسيا، مما يحد من وصول روسيا إلى أسواق المال إذا ما حدث غزو واسع لأوكرانيا".

وأجرت تراس محادثات فاترة في وقت سابق من الشهر الجاري مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في موسكو.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء حزمة أولى من العقوبات البريطانية التي تستهدف خمسة مصارف روسية وثلاثة "أفراد أثرياء".

مقتل جندي وإعلان التعبئة 

وفي سياق التطورات الميدانية، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأربعاء، مقتل جندي وإصابة ستة في قصف نفذه انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا في الساعات الـ 24 الماضية، مع استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار بمستوى مرتفع.

وأضاف الجيش في صفحته على موقع "فيسبوك"، أنه رصد 96 واقعة قصف من قبل انفصاليين في الـ 24 ساعة الماضية، مقارنة مع 84 أمس.

وأشار إلى أن قوات الانفصاليين استخدمت المدفعية الثقيلة وقذائف المورتر ومنظومة غراد للصواريخ.

وتطالب روسيا المتهمة بحشد 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية لغزو جارتها الموالية للغرب، بتعهد بعدم قبول عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي أبدًا، كما دعت مساء الثلاثاء إلى "أوكرانيا منزوعة السلاح" بالإضافة إلى تنازلات إقليمية للانفصاليين الموالين لروسيا.

وكان بوتين أعلن الثلاثاء أن روسيا تعترف بسيادة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا على كامل منطقتي لوغانسك ودونيتسك وليس فقط على المناطق الخاضعة لسيطرتهم. لكنه أوضح أنه يجب ترسيم الحدود الدقيقة في محادثات بين الجمهوريتين الانفصاليتين وأوكرانيا.

وإذا كان بوتين ترك الجدول الزمني لإرسال القوات إلى الشرق غير معروف، سيكون التدخل الروسي هناك مبررًا قانونيًا بعدما وقعت الثلاثاء اتفاقات تعاون مع الانفصاليين، خصوصًا على المستوى العسكري.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close