كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن واشنطن وفّرت معلومات استخبارية ساعدت أوكرانيا على مهاجمة الطرّاد الحربي الروسي "موسكفا"، في واحدة من أكثر النجاحات الدراماتيكية في الحرب الروسية على أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن الهجوم على "موسكفا"، والذي حرم موسكو من أهم سفينة حربية في البحر الأسود، لم يكن ممكنًا "لولا المساعدة الأميركية".
لكنّهم، في الوقت نفسه، أشاروا إلى أنه رغم توفير المعلومات الاستخبارية بخصوص السفينة، إلا أن واشنطن "لم تعلم بنية الجيش الأوكراني ضرب موسكفا".
وأضاف المسؤولون، الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم للصحيفة، أنه "في غياب المعلومات الاستخبارية من الولايات المتحدة، كانت أوكرانيا ستكافح من أجل استهداف السفينة الحربية باستخدام صاروخي نبتون".
#روسيا تجلي طاقم طراد "موسكفا" ووروايتان من #موسكو و #كييف 👇 pic.twitter.com/2qE4p1f96l
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 14, 2022
وأوضحت الصحيفة أن المخابرات الأميركية منحت القوات الأوكرانية ميزة كبيرة في الحرب، حيث سمحت لها بتحديد مواقع القوات والمعدات الروسية ومراكز القيادة والسيطرة.
ونقلت الصحيفة، الأربعاء، عن مصادر لم تسمّها داخل الاستخبارات الأميركية، أن المعلومات التي تقدّمها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني أتاحت استهداف الكثير من الجنرالات الروس قرب الجبهة.
لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفت تقديم معلومات استخبارية تتيح للقوات الأوكرانية استهداف كبار الضباط الروس بالقرب من الجبهة، مؤكدة أن الولايات المتحدة ترسل إلى كييف معلومات استخبارية "لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم، ولا تُشارك في قرارات الاستهداف التي يتّخذها الجيش الأوكراني".
"مسألة حساسة للغاية"
وحتى في الفترة التي سبقت الحرب الروسية على أوكرانيا، تعاملت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع قضية تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا على أنها "مسألة حسّاسة للغاية". وأصر المسؤولون على أنهم لا يقدمون سوى المساعدة التي تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، خوفًا من أن تنظر روسيا إلى توفير المعلومات المستخدمة في الهجمات على أنه "مبرر للانتقام مباشرة" ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، إن الجيش الروسي "يدرك جيدًا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي ينقلون باستمرار معلومات استخبارية إلى القوات المسلحة الأوكرانية"، مضيفًا أن روسيا "تفعل كل ما هو ضروري للردّ على مشاركة المعلومات الاستخبارية التي أدت إلى مقتل الجنرالات الروس".
وقال المسؤولون الأميركيون للصحيفة إنه مع احتدام الحرب في أوكرانيا، "زادت الولايات المتحدة حجم وسرعة المعلومات الاستخبارية التي تقدمها".
"موسكفا".. هل أغرقها الأوكران بمساعدة أميركية ؟#أوكرانيا 👇https://t.co/pdxCq9j3Gc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 20, 2022
وفي الأيام الأولى من الحرب، اشتكى بعض المسؤولين الأوكرانيين من أن المعلومات حول مواقع القوات الروسية "كانت بطيئة في الوصول وليست دقيقة بما يكفي لمساعدة الأوكرانيين في شنّ هجمات".
وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إن المعلومات الاستخبارية الأميركية تتدفّق اليوم "في الوقت الحقيقي"، وأثبتت أنها "عامل تمكين رئيس" للحملة الأوكرانية.
وأضاف المسؤولون أن الاستخبارات الأميركية قدّمت "كمية كبيرة من صور الأقمار الاصطناعية وتقارير حول الجيش الروسي، بعضها يعتمد على اتصالات تم اعتراضها".
وقبل الحرب، رفعت إدارة بايدن السرية ونشرت معلومات استخبارية علنية، بما في ذلك صور الأقمار الاصطناعية التي أشارت إلى حشد هائل في القوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية في ما بدا أنه استعدادات لشن هجوم.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تساعد أوكرانيا. وقال مسؤول استخباري أوروبي إن "أجهزة استخبارات دول البلطيق كان لها دور كبير بشكل خاص في مساعدة أوكرانيا بتقديم معلومات عن الجيش الروسي في الجزء الشرقي من البلاد"، مضيفًا أن تدفّق المساعدة كان ذا أهمية متزايدة في الأسابيع الأخيرة حيث تحوّل الجزء الأكبر من الجهود العسكرية الروسية إلى المنطقة.
وقال المسؤول الأوروبي إن مساعدة دول البلطيق ركّزت في الغالب على اعتراض المكالمات الهاتفية والاتصالات الأخرى في ساحة المعركة داخل الجيش الروسي، على الرغم من أنها تتضمن أيضًا تحليلًا استخباريًا بناءً على الخبرة العميقة لتلك الدول مع التنظيم والإستراتيجية والتخطيط العسكري الروسي".
وأضاف أن المساهمة الاستخبارية في دول البلطيق تتكامل مع المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، والتي تركز بشكل أكبر على جنوب أوكرانيا ومنطقة البحر الأسود.